احتضن المعرض الدولي هذه السنة في سابقة نوعية رواقا نسائيا حزبيا في خروج متميز لملاقات المجتمع في واحدة من أكبر التظاهرات الثقافية السنوية بالمغرب، وكانت منظمة المرأة الاستقلالية في حلتها الجديدة مفتوحة على كل وجهات النظر والزوار معلنة عن إنتاجها الثقافي والأدبي ومقدمة لأهم أقلامها النسائية التي تعاقبت على تأثيت الرواق بمنشوراتها طيلة الأيام العشرة الماضية؛
وكانت الحضور الدائم للسيدة خديجة الزومي رئيسة منظمة المرأة الاستقلالية دفعة معنوية لانجاح التجربة واستقطبت أغلب النخب الحزبية للتفاعل مع المبادرة، التي صرحت "للحرية تي في" أنها انطلاقة واضحة في استراتيجية استشرافية للنهوض بوضعية المرأة المغربية داخليا وخارجيا، ومساهمة في تكريس نموذج نسائي سياسي واع جدا بمتطلبات المرحلة القادمة؛ وأن عزوف الناس عن القراءة أصبح واقعا يعزى للتحولات التي تعرفها الساحة التكنولوجية، وإغراق الناس بالمعلومات في إطار يصعب فيه اختيار الصالح من الفاسد، وهو ما يستدعي أن يتجاوز الكتاب شكله التقليدي وان يعتمد الاختزال والوضوح ليستطيع الحفاظ على مكانته عند القارئ.
في هذا الحوار المقتضب تقربنا السيدة الزومي من الرواق وخلفياته وأهدافه، ومن منظمة المرأة الإستقلالية في حلتها الجديدة " مرحلة خديجة الزومي":
س - تميز المعرض الدولي هذه السنة بإطلالة منظمة المرأة الإستقلالية على الوسط الثقافي الدولي و المحلي برواق خاص يعرف بها، و بأقلامها ، هل الأمر مرتبط بإستراتيجية جديدة في عمل النساء الإستقلاليات ؟
ج- فعلا عرفت هذه الدورة من معرض الكتاب لهذه السنة سابقة من نوعها تمتلث في مشاركة أول تنظيم حزبي نسائي و هو منظمة المرأة الإستقلالية إيمانا منها أن التقافة هي المدخل الحقيقي لإعادة ترتيب مجموعة من الميكانيزمات الإجتماعية ،بل و ضبطها .
س- عرف الرواق نشاطا واضحا للتعامل مع مغاربة العالم و منه توقيع كتب لمغاربة بالمجهر ، و هو مايطرح التساؤل عن وضعية نساء مغاربة العالم ضمن برنامج عمل المنظمة ؟
ج- فعلا لقد حاولنا إحتضان الأقلام النسائية الإستقلالية و دعمها و خلق فضاء يحتوي عملها فكانت المفاجأة أننا أصبحنا أمام ستة عشر قلما نسائيا إستقلاليا لم نكن نعرف عنها تقريبا أي شيء، نساء استقلاليات من داخل المغرب وخارجه.
س- هل تتوفر منظمة المرأة الإستقلالية على إستراتيجية تمكن من دعم و تطوير المنظومة الثقافية ؟
ج- بعد مؤتمر الخامس وضعت منظمة المرأة الإستقلالية إستراتيجية للعمل و قررنا من خلالها الإهتمام بالنخب المغربية المثقفة داخل المغرب و خارجه ، و بكل الفئات ، لذا أعلنت رئيستها على التوجه العام المنزل في أثنى عشر شهرا أثنى عشر قضية أثنى عشر جهة .
س- هل الخروج النوعي لشقيقات خديجة الزومي الإستقلاليات في هذه التظاهرة الثقافية ، يوحي بالقول أن المنظمة رصت صفوفها ووضعت تشكيلاتها للعمل وسط المجتمع بروح جديدة ؟، وهل للمرأة الإستقلالية مكانة داخل المشهد الثقافي ؟
ج- نلاحظ أن العمل يدور بسرعة لأنه ينبغي على اللجن العمل الدائم و الدؤوب، وكل أخت داخل المنظمة هي مسؤولة عن المشروع قبل أن تكون مسؤولة داخل لجنة من اللجن، ما حققته المرأة الاستقلالية خلال هذه التجربة الأولى هي أنها إستطاعت دعوة محيطها للقراءة ، فكانت التعبئة قوية و الزيارات مثيرة و التوقيعات كثيرة فكانت الإقتناءات غير متوقعة كذالك ، لأنها تعي بشكل كبير كون القراءة ضرورية بل أساسية فعملت نساء المنظمة على الدعوة للقراءة بشكل جماعي، أما بخصوص مكانة المرأة الإستقلالية داخل المشهد الثقافي، فأستطيع أن أقول لك الآن أننا تفاجأنا بالمكانة التي كانت تحتلها في الظل وشاءت الأقدار أن يخرجها رواق المنظمة هذه السنة لتسلط عليها الأضواء، وتصبح رقما مهما في معادلات وبرامج النساء الاستقلاليات مستقبلا،
لقد اكتشفت المرأة الاستقلالية المثقفة والأقلام من بنات الحزب لأول مرة فضاء يمثلهن كحساسية ثقافية وسياسية داخل المشهد الثقافي وهو ما عبر عنه حجم حفلات توقيع الكتب داخل الرواق للأخوات من داخل المغرب وخارجه، وهو ما يجعلنا نفكر جديا في مستقبل حركتنا الثقافية من منظور واضح بفلسفته الاستقلالية.
س- ماذا بعد المعرض الدولي للكتاب ؟
ج - بعد المعرض الدولي سنستمر في تفعيل دور المرأة الاستقلالية وتأهيلها لدعم قدرات المرأة المغربية والتأثير الإيجابي في محيطها الاجتماعي بنفس الروح ونفس الانتظارات والتحديات التي تعاهدنا عليها خلال المؤتمر الخامس، وكلنا يقين أن "لكل مجتهد نصيب" و أن " الله لا يضيع أجر من أحسن عملا".
حاورتها: بشرى منكاوي
بالتوفيق دائما. ومزيد من التقدم والنجاح الدائم