سعيد بوزردة
مشاريع عملاقة "النسخة المغربية" :
لكل زمن مشاريعه العملاقة، ومشروع النهوض بالتنمية في مغرب القرن21 عرف قفزة هوائية جد متطورة، أبدعت خلال مستهل هذه السنة الدراجة الهوائية الخارقة "البشكليطة طاكسي"؛
هذه البكشليط ليست كجميع بكشليطات القرون السابقة، لا من حيث ثمنها ولا شكلها ولا طريقة استعمالها، إنها آخر ابتكارات النموذج التنموي الفاشل في الجواب على سؤال محوري: أين الثروة؟
فمن حيث ثمن هذه البيكالا، فقد حطمت الرقم القياسي، ففي الوقت الذي انهى المنتخب الوطني المغربي للدراجيين مسار سنة 2018 على وقع الإمتناع عن اللعب في مسابقة قارية بسبب ضعف المنح وكثرة "التسقريم " في إصلاح الدراجات الاحترافية.... (500 درهم) طلعت علينا 2019 بالدراجة الأغلى عالميا قيمتها 5 مليون سنتيم، أي 50.000 درهم، حسبما يستفاد من قصاصة إعلان 50 دراجة طاكسي بمشروع قيمته 250مليون سنتيم.
اما من حيث طريقة استعمالها، والتي ستكون مخصصة للشباب حاملي الشهادات لامتصاص البطالة وتوفير فرص الشغل، فستكون في اعتقادي عبارة عن كْريمة/مأذونية طاكسي هوائي، طاكسي بيكالا، وهكذا ستلاحظون حاملي الإجازات المغاربة كأولئك البؤساء في الأفلام الصينية يتجولون النهار وماطال وهم يبيضرون حاملين زبناء البكالا، في الوقت الذي سيلاحق القانون زبناء الموطور والتريبورطور المتوحش لأن صاحبه غير حاصل على رخصة سياقة المووووطور، علما أن التريبورطور مثلا اكثر قوة وتحملا وأمانا لو نظم استعماله، وسيتم متابعة مستعملي تطبيق "كريم" وتطبيقات أخرى من أجل جنحة حمل الركاب بدون رخصة، ولكن يبدو أن للدولة فعلا أولوية امتصاص البطالة وتشغيل الشباب العاطل من الكفاءات، لتتسيد البيكالا مشهد النقل العمومي المغربي إلى جانب أخيها الTGV.
أما من حيث شكلها، فأبسط ما يقال عنها، أنها تكرس منطق العبودية والسخرة، عندما يحس الزبون أنه يكتري البكشلييييييط والعبد المجاز سائقها، ففي حر الصيف سيكون الزبون مظللا بينما ستأكل أشعة الشمن قلقولة و كماااارة صاحب مأذونية البيكالا، وفي عز الشتاء ستستر الظليلة الكليان بينما سيتصرصط بالشتاء صاحب الكريمة بيشكليط...
إنها المشاريع العملاقة في التنمية المغربية...
إضحك إضحك أيها القارئ حتى تظهر نواجدك... وبعدها إبكي إبكي .. إننا مسخرة.
وكل عام ونحن كمامير البكشليط.
لا توجد تعليقات في هذه الصفحة.. كن أنت أول المتفاعلين!