السخرية من واقع مؤلم يعجز الإنسان عن مواجهة الرد أو فك لغزها
فتكون النكتة هي ملازمة و ملجأ يحتمي بها ترى هل اللجوء للنكات يمكن أن يكون هروبا من واقع مزري والاحتماء بها والاكتفاء بمواجهتها بضحكة ساخرة أو ابتسامة صفراء باهتة..؟ لعل بعض الشواهد تؤكد ذلك ..!
فقد أصبح بمجرد ظهور حادث ما.. تظهر مجموعة من النكات تتناولها المواقع الاجتماعية والرسائل النصية تنشر بسرعة البرق ..هذا لا يخفى على الكثير ويتداولها الناس بسرعة شديدة .. وفي الآونة الأخيرة ظهر تناول هذه الأحداث بطريقة "الدوبيت" أو "المجادعات الشعرية" جنبا إلي جنب مع النكتة النصية ..!
- تقول النكتة إن : طالب في جامعة عبد المالك السعدي تتصل به والدته خوفا من تطرفه ولقائه برفقاء السوء فتسأله عن سبب تغيبه البيت فيرد عليها بدوره مع أصحابي فتسأله هل متدينين أم منحرفين فيجيبها لا تخافي أمي منحرفين لترتاح الأم وتوصيه بان يستمر معهم لأنهم هم الذين ينفعونه بعيدا عن المتدينين أو بلى المتطرفين أي مستوى هذا الذي وصلته الأمة العربية وأي خزي ..؟
هذه النكتة تحمل دلالات وإشارات واضحة طبعا... متمثلة في التخوف من كل ماهو "متدين" وما كان يمكن أن نصل لهذه المرحلة من التخوف لولا ممارسة " التجارة بالدين" التي أضحت السمة الظاهرة لكل "متدين" حتي يثبت العكس .. وقليلون جدا اؤلئك الذين يثبتون العكس تحت ظل الضغوطات التي يتعرضون لها والتي من أهمها فقدان الثقة ..!
إن المسلمون اليوم يستمتعون بالمشاهد المقرفة التي تثير الشفقة مما ينشر بالقنوات الفضائية والاذاعات والمواقع الاجتماعية ولا يعرفون أن الإسلام جاء للحفاظ علي النفس البشرية وحرم قتلها إلا بالحق والذي ينحصر في نطاق ضيق إمعانا في الحرص منه علي الحفاظ علي حياة النفس البشرية مسلمة كانت أو ذلك ..!
ولم تقل السيرة أو التابعين أن الإسلام انتشر في أي منطقة من مناطق العالم بالقتل .. بل إن علماء الغرب الغير مسلم هم أنفسهم اختاروا "رسول الإسلام" صلي الله عليه وسلم محمد كأعظم شخصية علي مر التاريخ .. وقد اجمع جميعهم علي ذلك واظهروا إعجابهم وانبهارهم به ..!
كما تبدو العلة واضحة وضوح الشمس في رابعة النهار علة الإسلام تتمثل في اؤلئك الذين يتبنوه وهم اجهل الناس به .. لكن مآربهم الأخرى وأجندتهم الشخصية هي دافعهم القوي لذلك ..! لنرى أين تكمن العلة هنا ..؟
فهي ليست خلط الدين بالسياسة وارتماء علماء الدين تحت إقدام الساسة .. والعمل بتوجيهاتهم والتي تصل حد إخراج الفتاوى الدينية إرضاء لهم..، لان الوضع الطبيعي لرجل الدين الحقيقي هو أن يكون اقوي من رجل السياسة ومن الحاكم وان عليهما الخضوع لرجل الدين والإتمار بأمره وليس العكس ..!
إن ما يحدث الآن للإسلام هو مسئولية الجميع حتى رجال الدين الذين اختاروا السكون والسكوت، لان المسئولية لا تتعداهم بسكوتهم هذا فعليهم اتخاذ مواقف واضحة تجاه هذا العبط والسخف المتدثر بثوب الإسلام ..!!
لا توجد تعليقات في هذه الصفحة.. كن أنت أول المتفاعلين!