محمد الشمسي
خرج سعد الدين العثماني في مجلسه الحكومي فمجّد الدخول المدرسي وأشاد وأطرى وزكى "نجاحه وتميزه" ونوه بأمزازي قائد هذا الفتح المبين، وكأن هذا الأخير اخترع مصلا مضادا للوباء، دون أن يفوته"صباغة أسرة التعليم "بامتنان اصطناعي مغلف بورق سياسي باهت، وحتى السنة الدراسية الماضية المتعثرة و"الناقصة" رآها العثماني ذات"مكتسبات"، مبشرا التلاميذ ب"التعليم بالتعتيم"، ولم يفته "تجيار أولياء أمور التلاميذ" بكلمة شكر بالية و"قدييييمة"، معتبرا من يكفر بحديثه"مشوشا"، وختمها ب"فاتحة لضحايا الوباء" كما يفعل "فقيه لقبورا"....
و"بسيكوسيس" تعني "مرض الذهان"، وهو مرض لا يستطيع المصاب به التفريق بين الحقيقة والوهم، ومن أهم سماته الاقتناع الراسخ لدى المصاب به بوهم غير حقيقي، فأن يسارع رئيس الحكومة يوم الأربعاء إلى امتداح دخول مدرسي "وقع عاول البارح" الاثنين، بمعنى أن الدخول نفسه "باقي مدخلش كلو"، لأن "شي دخل وشي باقي"، وان يسعى لتقييم دخول 8 ملايين تلميذ وتلميذة ولم تمر حتى 48 ساعة كاملة على دخولهم "لمقطع"، فهنا تكون حالة سعد الدين هنا قد ساءت و"بزااااف" ، ولو كان هناك ميزان لقياس درجة "لهبال" بمدخل مقر الحكومة لحضر ممرضون يحملون "طابليات" ذات الأكمام الطويلة...
الرجل متحمس لفكرة عرض "القراية" على شاشات بعض القنوات كما تعرض الوصلات الإشهارية وسهرات الشيخات، لكني و بالصدفة التقيت اليوم رجلا في قلب العاصمة الاقتصادية كئيبا حزينا، عند بائع التجهيزات المنزلية " إليكتروميناجي"، يبحث عن تلفزة "تكون رخيصة" لأن أبنائه سيدرسون عبرها، وعين الرجل بصيرة وجيبه فارغ وحاله"يقطع القلب" وهو يستجدي "مول المحال باش ينقص عليه الثمن"، " أول مرة يصبح شراء تلفزة من لوازم المدرسة"، تمنيت لو أن ذلك الرجل هاتف العثماني ليصدمه ويوقظه من سباته وغفلته وفُصَامه، ويكشف له مدى هروبه من واقع شعب يقول"الله يجيب اللي يفهمنا وميعطيناش"...
يمارس العثماني سياسة "هبل تربح"، وهي تقوم على ستر وحجب الحقائق إن جهلا بها أو قصدا، معتقدا أن ابتسامته المخادعة تزرع استقرارا أو راحة بال، وحقيقتها أنها مجرد موجة من موجات "البسيكوسيس"، حيث يتداخل الخرف بالحقيقة حتى تذوب فيه، وتصير"الوقفة وقفة رئيس حكومة ولكلام ديال هبيل"، ويحدث "البسيكوسيس" أناسا هم "عايقين بيه"، وهو يعتقد أنه "كيقولب فيهم"و "كيدوز عليهم الدكاكة"، وهم يقولون في قرارة أنفسهم "الله يستر..." وقديما كان هناك رجل يرش نفسه بمسحوق فيتوارى عن عيون الناس، فيسمعون صوته ولا يرون خلقته، ووقع أن فسد مسحوقه ولم ينتبه لذلك، وفي يوم من الأيام غمس نفسه في غباره الأبيض وخرج على المارة في السوق يقهقه ملء شدقيه يتوهم نفسه مستترا، لا ترصده الأعين، والناس يسخرون من مشيته وضحكه بلا داع مثل أبله...
"شكيكو" كما يقول أهل الشؤم، "امسك الخشب" يعني"توش ليبوا"و "اللي يتعجب يتبلا"...
لا توجد تعليقات في هذه الصفحة.. كن أنت أول المتفاعلين!