الإمارات على فراش نتنياهو: فرار "الفلاليس العربية" نحو الحضن الإسرائيلي

الحرية تي في - الحرية تي في آخر تحديث : 16‏/8‏/2020 05:36

 

20190619_110549.png (296 KB)

محمد الشمسي

لا يمكن لدولة الإمارات العربية المتحدة بصغر حجمها وتاريخها التواطؤ في صلح مشوه يقوم على تسليم من لا يملك لمن لا يستحق، فالقضية الفلسطينية أكبر بكثير من الإمارات ومن غيرها ، ففي تاريخ الانتداب البريطاني على فلسطين لم تكن لدولة الإمارات "حس ولا خبر" كما يقول الأشقاء المصريون، والإمارات لا تقوى على تحرير فلسطين مثلما لا تقوى على الإساءة لها، فما يضير نور القمر عواء الجراء حسب الحكمة العربية، وفي نهاية المطاف يمكن لنظام أبو ظبي بحركته غير الأخوية وغير الإنسانية هذه أن يسيء لنفسه لا غير، وحتى دولة الكيان لا تراهن على دخول نظام أبو ظبي إلى زريبتها، لأنها تعلم علم اليقين أن الشعوب والأوطان عصية على التفويت متمنعة ضد الغصب، وحتى إن نضجت بعض الظروف لبيع القضية فلن تكون دولة الإمارات هي البائع، ولن يكون بن زايد وترامب ونتنياهو أطراف العقد، ومن يساوره شك فليبحث عن نتائج " غزة وأريحا " وعن "اتفاق أوسلو" وعن "صفقة القرن " التي سبقتها هالة إعلامية مضللة تريد أن تقنع صاحب الحق أن اغتصاب حقه هو لمصلحته..
حال نظام أبو ظبي من خلال هذا الصلح غير المسبوق بأي خصام، كحال عانس تفرض نفسها عروسا على رجل لا يعيرها اهتماما، وبن زايد حاول بذلك إسعاف الوضع السياسي المأزوم للراعي الرسمي لنظامه ترامب قبيل إحدى حلقات المسلسل الأمريكي " غزو البيت الأبيض"، وذلك بإظهار ترامب أنه رجل سلام يبني الجدران المستحيلة البناء فوق قبور الشهداء وعلى ضفاف الأراضي المغتصبة، وحتى نتنياهو لم يهلل لهذا "النفير الإماراتي صوب بيت الطاعة الصهيوني" لأنه يدرك أنها مجرد حركة بهلوانية لمنح ترامب جرعة أمل في دخول "الوايت هاوس" من جديد، و باستمالة من تبقى من اللوبي الصهيوني الموالي للغريم بايدن، إلا أن قانون الجاذبية السياسية لا يقيم وزنا لهكذا طيش وتهور سياسيين، فتلك مجرد "فقاعة الدوت ــ كوم "، أو فقاعة تكنولوجيا المعلومات وهي قصة أسرع حالات فشل اقتصادي...،ولا يجني من خلفها صاحبها سوى شآبيب اللعنة ويكتبه التاريخ غدارا خائنا.
وكم كان نتنياهو خبيثا حين قال أن "الصلح مع نظام أبو ظبي" لا يمنع كيانه من ضم أجزاء من الضفة، فالرجل متيقن أن الصفقات الكبيرة إنما توقع مع الكبار وليس مع دولة في حجم مدينة صداها أكبر من مساحتها، لذلك لا غرابة في أن تولي عدد من الأنظمة الخليجية وجوهها فرادى وزرافات نحو تل أبيب وتُساق قهرا لا طوعا.
إن ارتماء بن زايد في حضن نتنياهو وتمدده فوق فراشه خوفا وطمعا،هو شق ممر خلفي لجميع الأنظمة التي "تحتل شعوبها" بالقهر والحديد إلى فرار جماعي نحو فراش نتنياهو الذي يعرف كيف يربي "فلاليس العرب" في الأقفاص، وكيف يرعاها حتى تصبح دجاجات تبيض ذهبا، سيما وهذا كابوس 2011 لم يمر عليه الكثير حين اختار بعض من الزعماء العرب الهرب بجلده ومن منصبه ومن ذويه يطارده هدير أمواج الشعوب الهائجة والغاضبة، منهم من قصد الفيافي حتى وُجد مقتولا في بالوعة، وآخرون رموا المنديل قبل الضربة القاضية...
أما القضية الفلسطينية فهي مثل آية قرآنية يمكن تمزيقها أو تدنيسها ولكن لا يمكن تحريفها...

 الإمارات على فراش نتنياهو: فرار "الفلاليس العربية" نحو الحضن الإسرائيلي
رابط مختصر
16‏/8‏/2020 05:36
أترك تعليقك
0 تعليق
*الاسم
*البريد الالكترونى
الحقول المطلوبة*

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

ان كل ما يندرج ضمن تعليقات القرّاء لا يعبّر بأي شكل من الأشكال عن آراء أسرة "الحرية تي في" وهي تلزم بمضمونها كاتبها حصرياً.