رشحت حركة النهضة في تونس رئيس مجلس النواب بالنيابة، ونائب رئيسها، عبد الفتاح مورو للانتخابات الرئاسية المبكرة المقررة منتصف شتنبر القادم.
وقالت الحركة في بيان مقتضب ليل الثلاثاء الأربعاء “صوت مجلس شورى حركة النهضة بأغلبية 98 صوتا لفائدة ترشيح الأستاذ عبد الفتاح مورو للإنتخابات الرئاسية”.
وهذه هي المرة الأولى التي تقدم فيها النهضة مرشحا من صفوفها للانتخابات الرئاسية منذ ثورة 2011.
ومورو (71 عاما) من مؤسسي حركة النهضة الى جانب رئيس الحركة راشد الغنوشي وهو من الشخصيات السياسية التي تعرف باعتدال مواقفها داخل الحركة. وهو محام ويشغل حاليا ويعد من أكثر الوجوه انفتاحا في حركة النهضة.
ولطالما وجه مورو انتقادات لحزبه وطالب بإصلاحات داخلية لكي تكون النهضة قريبة للتونسيين وللنأي بنفسها عن جماعة الإخوان المسلمين.
لكن منتقدين يقولون إن مورو له مواقف متناقضة بخصوص دور الإسلام في المجتمع.
وقال عماد الخميري القيادي بحركة النهضة لرويترز “الشيخ عبد الفتاح مورو يحظى بتقدير واحترام واسع في تونس وهو شخصية وفاقية وقادر على توحيد وتجميع التونسيين وإيجاد التوافق وهو ما تحتاجه تونس حاليا”.
ويبدو أن الخلافات بين زعيم الحركة، راشد الغنوشي، ومرشحها للرئاسة عبد الفتاح مورو أصبحت ككرة ثلج تكبر يوما تلو الآخر، فالغنوشي الذي حال دون ترشيح مورو في اجتماع الحركة السبت الماضي، كان يسعى للتحالف مع مرشح من خارج الحركة.
وذلك، ليضمن إبرام صفقة متكاملة تمكنه من خوض الانتخابات التشريعية بتنسيق كامل يقوده لرئاسة البرلمان، وقد كان هناك بالفعل خط مفتوح مع رئيس الحكومة، يوسف الشاهد، وأعدت لجان الحركة ملفا متكاملا بإمكانية التنسيق مع الشاهد.
بل وأعطى الغنوشي إشارات إيجابية في اتجاه الترحيب بترشيح وزير الدفاع الوطني، عبد الكريم الزبيدي.
ولم يكن هذا هو السبب الوحيد الذي يدفع الغنوشي لتحريك بوصلة الحركة في اتجاه مرشح رئاسي من خارجها، بل الأهم كان هو التخوف من النفوذ المتنامي لمورو داخل صفوف الحركة، في ظل نظام داخلي يحرم الغنوشي من الاستمرار في زعامة الحركة بعد العام المقبل.
وهذا التخوف ألقى بظلاله الكثيفة على كوادر الحركة وقواعدها ليشطرها رأسيا وأفقيا، بين قيادات تاريخية وقيادات شابة من جهة وبين قيادات الخارج وقيادات الداخل أو السجون من جهة أخرى، فهذا الانقسام مرشح للاستمرار في ظل تحرك القيادات القريبة من الغنوشي في اتجاه الانتقاد المباشر لقرار الحركة بترشيح مورو.
وقد ظهر هذا الاتجاه جليا في موقف صهر الغنوشي، رفيق عبد السلام، الذي عقب بعد الإعلان عن اختيار مورو على حسابه الخاص بموقع “فيسبوك” معتبرا أن قرار اختيار مرشح من داخل النهضة لخوض السباق الرئاسي “خيار خاطئ”.
وأضاف عبد السلام “رغم احترامي للشيخ مورو فإن اختياره خاطئ ولا يستجيب لمقتضيات المرحلة والوحدة على الخطأ هي وحدة مغشوشة ومزيفة”.
ولا يمكن التعامل مع رأي عبد السلام بمعزل عن موقف حماه الغنوشي، ولا يمكن كذلك تجاهل الأثر الذي سيتركه هذا الموقف في نفس مورو وغيره من شباب الحركة وقياداتها ممن وقفوا خلف قرار الدفع بمورو مرشحا.
وبدأ الجمعة الفائت تقديم الترشيحات للانتخابات الرئاسية المبكرة في مقر “الهيئة العليا المستقلة للانتخابات” في العاصمة التونسية وسيستمر حتى التاسع من غشت الحالي.
وتقرر تنظيم الجولة الأولى من هذه الانتخابات الرئاسية المبكرة التي كانت مرتقبة أساسا في نونبر، في 15 شتنبر 2019 إثر وفاة الرئيس التونسي الباجي قائد السبسي في 25 يوليوز الماضي.
وحتى الثلاثاء قدم 27 مرشحا ملفاتهم، بينهم عبير موسي ونبيل القروي ومحمد عبو وحمادي الجبالي.
وتختتم فترة تقديم الترشحات في التاسع من غشت، وتعلن الهيئة العليا للانتخابات في 31 غشت على أبعد تقدير، أسماء المرشحين النهائيين لهذه الانتخابات.
ثم تنطلق الحملة الانتخابية من 2 الى 13 شتنبر، وبعد يوم الصمت الانتخابي، يدلي الناخبون باصواتهم في 15 شتنبر.
وتعلن النتائج الأولية للانتخابات في 17 شتنبر بحسب برنامج الانتخابات الذي أعلنه للصحافيين رئيس الهيئة العليا للانتخابات نبيل بفون.
ولم يتم تحديد موعد الجولة الثانية التي يفترض أن تجري، اذا تطلب الأمر، قبل 3 نونبر، بحسب رئيس الهيئة العليا للانتخابات.
لا توجد تعليقات في هذه الصفحة.. كن أنت أول المتفاعلين!