بعد سنوات من العطاء ، من التألق ، من الألقاب و الإنجازات و الملاحم الكروية داخل البيت الرجاوي ، أوشكت رحلة المدافع الرجاوي محمد أولحاج على نهايتها داخل القلعة الخضراء ، التي كانت شاهدة على ميلاد مدافع شاب يافع تدرج عبر جميع الفئات السنية لمدرسة الرجاء إلى أن وصل إلى الفريق الاول ليجاور صخرة دفاع الرجاء العميد و القيدوم عبد اللطيف جريندو ، و ليتسلم منه مشعل حمل أمانة الدفاع عن شباك الرجاء و التفاني في الذود عن مرماه بكل إخلاص و وفاء .
اليوم سيشهد فراق الرجاء عن إبنها البار و الوفي ، اليوم سيقف الجميع إحتراما و إجلالا للاعب رضع الإخلاص من الوازيس و تربى على عشق الخضراء ،فلم يغادر الرجاء في السراء قبل الضراء ، اليوم يوم أولحاج و إن كانت المناسبة شرط في عرف الكلاميين ، فالمناسبة عرس عند الرجاويين لتوديع إبنهم الذي سيفارق أسوار الوازيس كلاعب بعد مسيرة دامت لإحدى عشرة سنة و نيف و الأمل أن يعود كمؤطر بذات المدرسة التي شهدت على ميلاده .
منذ إلتحاق أولحاج بفريق الرجاء حاز على العديد من الألقاب والإنجازات وشارك في ملحمة كأس العالم للأندية ، وقاد الدفاع الرجاوي بإقتدار إلى أن وصل للنهائي الحلم في ليلة رجاوية لن تنسى من مخيلة الرجاويين و محمد أولحاج ، رحل العديد من المدربين و اللاعبين و المسيرين عن الرجاء العالمي وبقي محمد أولحاج وفيا للرجاء لاتحركه في حب الرجاء و الوفاء لألوانه مغريات أندية الداخل أو الخارج و هو الذي ترك عمادة الفريق و رضي أن يجلس على مقاعد البدلاء إحتراما لنادي الرجاء العالمي و لجماهيره و لتاريخه العريق.
إنتهت رحلة سيمو كما يحلو للجميع تسميته مع الرجاء و ترك لنا ذكريات و طرائف ستظل خالدة في ذهن كل رجاوي ، سيظل سيمو قدوة لكل من سيحمل قميص النادي و لأبناء النادي في أخلاقه و تفانيه وحبه لكيان الأخضر الرجاوي ، سيضل قدوة لكل من في النادي بتضحياته و إحترامه لزملائه و لناديه و لجماهير الرجاء العالمي و المغربي . و سيضل إسمه خالدا في سجل النادي الأخضر مادم النسر مرفرفا في العالي و إن كانت مباراة بيتيس يوم الاحد عرسا لتكريم مسيرة أولحاج الذي نادى الرحيل بفراقه عن الرجاء ، فإن بعد الفراق سيكون حتما اللقاء و لكن بمحمد أولحاج في بدلة المؤطر و المربي و المدرب و هكذا هي سنة الحياة .
لا توجد تعليقات في هذه الصفحة.. كن أنت أول المتفاعلين!