محمد الشمسي
منذ أكثر من خمس سنوات والسيد فوزي لقجع على رأس جامعة الكرة ، البطولة المحلية تطور نفسها بنفسها ،وقد باتت احترافية ، برغبة سياسية رسمية و بدعم مالي غزير من المال العام ، وليست الكؤوس الإفريقية سواء تلك التي تهم الأندية البطلة أو كأس الاتحاد الإفريقي بغريبة على خزانات عدد من الأندية قبل زمن لقجع ، لكن المنتخبات الوطنية تتهاوى أمام نظيرتها الإفريقية تباعا وفي كل الفئات العمرية ، إلا ما يسمى مجازا ب"المنتخب المحلي" الذي لا تعترف به "الفيفا " ، فقد حقق "كأسا قارية بلا قيمة " .
كنا نتوقع أن يكون الفشل الجديد للمنتخب المغربي فرصة لفوزي لقجع ليعقد جمعا عام استثنائيا وطارئا يقدم فيه الحصيلة ، ويختمها باستقالة انسجاما مع المنطق السليم ، مادام الرجل سبق وقدم نفسه للجماهير بصفته "دونكيشوت ديلامانشا " معلنا حربه على "طواحين الريح" عفوا " طواحين الفساد " فإن استقالته أقل ما يمكن أن يصدر عنه .
جمع لقجع رهطا من حاشيته في ما يشبه " دردشة المقاهي" ، لمسح "خطيئة مصر " لكن دون أن يعثر على القماش المناسب للمسح ، فقعد فوزي يقص عليهم "خُبِّيرة حْليمة " و " خُبّْيرة المريض الذي انتشى بتوقيفه " ، و"خبيرة الغول عيسى حياتو " الذي حارب المغرب في سالف العصر والزمان ، ثم حدثهم عن الملايير التي تستفيد منها الأندية الوطنية ، وكأنها ملايير من ماله الخاص ، متناسيا أنه وأعضاء مكتبه يقتاتون من تلك الملايير ايضا ، إلم تكن نقدا فهي عينا في شكل سفريات وفنادق خمس نجوم وما يدخل فيها ، ومتحاشيا الجواب عن سؤال بديهي ، ماذا قدمت هذه البطولة الوطنية التي تصرفون عليها الملايير للمنتخب المغربي ؟ ألم تقمعوا اللاعب المحلي واستوردتم منتخبكم من أوربا ولم تربحوا به شيئا ؟ ، وختم السيد لقجع " خطبة الاثنين" ليقدم نفسه لمن نسي "العَشْرة" ، وذكرهم بمن يكون لقجع ، "النزيه العفيف الزاهد ، وعدو الفساد والمفسدين ، وباني ملاعب القرب والبعد ، وحامي حمى الكرة المغربية "، بلغة تقترب من النرجسية وإفراط في تضخم الأنا ، والهروب من المحاسبة ، والإصرار على عدم الاعتراف ولو بذرة من المسؤولية في الفشل ، فالرجل يصر أن المنتخب المغربي في ولايته أصبح بألف وخمسمائة وخمسة وعشرين خيرا ، ولا ينقصه سوى الفوز والتتويج ، حتى أني حمدت الله أنه ليس في عهد فوزي لقجع فزنا بكأس إفريقيا ، ولعبنا نهائيا ونصفي نهاية ، وشاركنا في أربعة كؤوس عالمية عبرنا في إحداها إلى الدور الثاني ، فلو تحقق شيء من هذا في خلافة لقجع لكان الرجل قد "طلع لجبل" وعمد إلى تسجيل وتحفيظ المنتخب المغربي في اسمه ليضيفه إلى شقته وبقعته اللتان تحدث عنهما ،فقد انتظرناه يقدم كشف حساب تدبير المنتخب فإذا به يقدم تصريحا بممتلكاته ، ولم يفت لقجع أن يوجه رسائل الشكر حد الغزل ل"هيرفي رونار" ، فأطرى عليه وزاد حد الغلو ، وكأننا فزنا مع رونار هذا بكأس إفريقيا للأمم ، ولعبنا معه نصف نهاية كأس العالم ، ودون أن يكشف فوزي لقجع عن الثروة المالية التي راكمها "حبيبه رونار" من المالية العامة خلال أكثر من ثلاث سنوات كلها خيبات ، ثم إنه أثنى عليه بشكل يوحي أن هيرفي كان متطوعا " في سبيل الله " ولم يكن يلهف 120 مليون سنتيما مطلع كل شهر .
فشل المنتخب المغربي في الغابون فحدثنا لقجع عن إنجازاته منذ 2014 ، وأعاد المنتخب الفشل في روسيا في 2018 فعاد لقجع وحدثنا عن أمجاده منذ 2014 ، وظننا "الثالثة ثابتة" حين فشل المنتخب في مصر 2019 ، لكن عاد لقجع ليحدثنا عن بطولاته منذ سنة 2014 ، وسيفشل المنتخب في الكاميرون 2021 وسيحدثنا فوزي عن بطولاته منذ 2014 ، وسيكرر منتخبنا الاندحار في قطر 2022 وسيحدثنا لقجع عن إنجازاته منذ 2014 ...ونقول سيفشل ليس تمنيا بل تماشيا مع معادلة "نفس المقادير تعطي نفس الوجبة ونفس الطعم " .
استطاع فوزي لقجع أن يراوغ الجميع في جمعه ، ويتسلل ليسجل هدفا سريعا ، و"يغمق" به على الجماهير في تهرب منه من أسباب إخفاق الأسود ، وربط المسؤولية بالمحاسبة ، ولعل استعانته بوزير الشباب والرياضة وضمه لجوقته وغناؤهما معا أغنية "عام منتخبنا زين" لا تنجي لقجع من أن العودة إلى تقنية "الفار" ستوضح أن الهدف الذي سجله في "برق ما تقشع" هو و وزيره كان عبارة عن حالة تسلل واضحة ، مع عرقلة للجماهير من الخلف يستحق عليها لقجع طردا ويستحق وزير الشباب والرياضة من الجماهير إنذارا ، لأن قرب موعد الانتخابات لا يسمح بالركوب على جروح أسود الأطلس ، ولأن ثناء الوزير على لقجع لا يعدو أن يكون لغوا سياسيا لا يجدي كرتنا ولا منتخبنا في شيء ، فالكرة مملوءة بالريح وليس بالسياسة ، والمراوغة يجب أن تكون فوق عشب الملاعب وليس في "الاجتماعات العقيمة" ، وشهادة الوزير "يجرحها العلماء" لثبوت قرابة سياسية إلم تثبت اليوم فغدا لناظره قريب .
لا توجد تعليقات في هذه الصفحة.. كن أنت أول المتفاعلين!