في شهر مارس المنصرم عاشت السيدة حكيمة وانجي ليلة رهيبة أشبه بفيلم رعب، فقد اضطرت هذه السيدة الحامل الى الولادة في سيارة الإسعاف ببنسليمان ليلا، وسط برودة شديدة، حسب المعطيات التي حصلنا عليها .
هذه الواقعة التي دونها الاستاذ محمد الشمسي بكبير تفصيل ، موضحا أنه بتاريخ 9 مارس 2019 دخلت مو كلته المستشفى الإقليمي ببنسليمان رفقة زوجها و والدته وهي في حالة مخاض حيث تم استقبالها وتخصيص سرير لها.
الا أنه سرعان ما تم إخراج السيدة الحامل دون مبرر وتوجيهها إلى مدينة الرباط حسب بيان مكتب المحامي الشمسي.وبعد ان سدد الزوج مبلغ سيارة الاسعاف 220 درهما تم التوجه بالسيدة صوب الرباط وبالضبط مستشفى بن سينا بدون مرافقة طبية .
بعد أقل من 4 كيلومترات ستبدأ ليلة الجحيم بالنسبة السيدة الحامل ومن معها إذ فاجأها المخاض على الطريق الرابطة بين بوزنيقة وبنسليمان قرب غاية وبالقرب من إحدى محطات الوقود ، باختصار كانت أجواء خاصة بأقلام الرعب إذ شهدت سيارة الاسعاف ولادة طفل السيدة وسط الدماء وبرودة الجو وخوف الزوج و والدته و زوجة ابنها التي عملت على قطع الحبل السري بسكين و ربطه بخيط ، في حين.فقدت المعنية بالأمر الوعي.
بعد الولادة عادت سيارة الاسعاف الى المستشفى الإقليمي والام مغمى عليها و والدة الزوج ممسكة بالمولود من دون ملابس من فرط الصدمة والخوف على الام .
وكان معلوما ان السيدة حكيمة و زوجها تقدما بشكاية ضد الدولة المغربية و وزارة الصحة بشأن الخطأ المرفقي الذي اقترفه المستشفى الإقليمي لبنسليمان وتم استصدار أمر رئاسي باستحواب المندوب الإقليمي لوزارة الصحة في محضر قانوني مؤرخ في 17/ 5/ 2019 وتقدمت وزارة الصحة والدولة المغربية بمذكرة جوابية على مقال الدعوى بتاريخ 24 6 2019 .
جواب الدولة المغربية فتح فصلا جديدا من فصول هذه القصة، خصوصا وأن متتبعي هذه القضية، تحدثوا عن وجود تناقضات غير مقبولة بين موقف الدولة المغربية ووزارة الصحة من جهة، وبين مندوب وزارة الصحة، الذي يعتبر مصدر معلومة رؤسائه الأعلون اصحاب المذكرة الجوابية،
و حول ذات النقط، نورد رأي دفاع المدعية بخصوصها، بعد ان تعذر استجلاء موقف الإدارة التي تناقضت مواقفها وتصريحاتها في الواقعة الواحدة؛
وقد لاحظ الاستاذ الشمسي في بيان مطول 04 ملاحظات مهمة نوردها في الآتي:
ـ جواب وزارة الصحة في الدعوى أمام المحكمة الإدارية ليوم 24\6\2019 والذي توصلت به يوم 19\7\2019 مفجع وصادم ويحمل إهانة صريحة لموكلتي كامرأة ، و تنقيصا من معاناتها وهي تضع مولودها في سيارة الإسعاف بقرار من مولدة ، والثابت أن محرر مذكرة وزارة الصحة والدولة المغربية هو ذكر أو رجل لم يجرب آلام وأوجاع المخاض ، ونتحداه أن يسمح لزوجته الحامل بوضع مولودها في سيارة الاسعاف ، حتى يستسهل وضع سيدة حامل لمولودها في سيارة الإسعاف ، حين يؤكد في مذكرته أن " الخطأ يجب أن يكون على درجة من الجسامة حتى يمكن ترتيب المسؤولية عليه " ، فهل هناك جسامة أكثر من إخراج الحامل في حالة مخاض، ومصابة بمرض خطير من المستشفى الذي دخلته ، وتوجيهها الى الرباط على بعد 70 كيلومتر ، حيث المجهول ، على متن سيارة إسعاف وبدون مرافق طبي ؟
ـ وزارة الصحة ومعها الدولة المغربية في مذكرتهما الجوابية أمام المحكمة الإدارية بالدار البيضاء لا تعتبران إخراج سيدة حامل من قسم الولادة بالمستشفى الإقليمي ببنسليمان وهي في حالة مخاض من طرف مولدة أو ممرضة وليس من طرف طبيب مختص ، وتوجيهها صوب مدينة الرباط وهي تعاني مرض فقر الدم ونقص في الصفائح الدموية وبدون مرافق طبي وعلى متن سيارة إسعاف خربة ، مما أدى الى وضع المرأة الحامل مولودها في سيارة الإسعاف كل ذلك لا يشكل خطأ ولا ضررا في نظر وزارة الصحة والدولة المغربية ، علما أن عملية الولادة تمت في البرد القارس وتحت جنح الظلام وفي الخلاء ، وعلى متن سيارة إسعاف وبحضور سائق سيارة الاسعاف الذي اطلع على جسم السيدة الحامل وهي تتوجع وتضع مولودها .
ـ من المحزن أن تروم وزارة الصحة والدولة المغربية إنكار واقعة تسليم زوج السيدة الحامل لمبلغ 220 درهم لفائدة صندوق المستشفى كمصاريف كازوال سيارة الاسعاف ( 200 درهم ) ومبلغ (20 درهم) مصاريف أداء الطريق السيار بين ابن سليمان والرباط ، ومن المضحك أن تتسلم إدارة المستشفى المبلغ من زوج السيدة الحامل ولا تسلمه وصل بذلك تحت ضغط الحالة الصحية لزوحته ليلتها ، ثم تختفي خلف وجوب الإدلاء بوصل ، ومن المؤسف المخجل أن هذه العادة الذميمة ( تسلم مصاريف النقل في مبلغ 220 درهم بدون وصل ) لا يزال يعمل بها المستشفى الإقليمي ببنسليمان.
ـ مذكرة وزارة الصحة ومعها الدولة المغربية تتناقض وتخالف تصريحات مندوب وزارة الصحة بمندوبية الصحة بإقليم بنسليمان ، فالمندوب صرح في محضر قانوني بعد استصدار أمر رئاسي أكد أن السيدة الحامل كانت يومها تعاني من نقص في الصفائح الدموية مما قد يعرضها لخطر النزيف ، في حين تؤكد وزارة الصحة ومعها الدولة المغربية في مذكرتهما أن السيدة كانت تعاني من مرض فقر الدم ، وشتان بين المرضين.
أكد مندوب الصحة أنه خلال يوم الحادثة لم يكن في المستشفى الاقليمي ببنسليمان أي طبيب أو طبيبة، وأنه كان فقط مولدتان، في حين تتحدث مذكرة وزارة الصحة ومعها الدولة المغربية عن الخطأ الطبي وعن بذل الطبيب للعناية وعن التزام الطبيب ، والحال انه لم يكن يومها اي طبيب أو طبيبة في المستشفى المذكور .
يتفق مندوب الصحة ومعه وزارة الصحة والدولة المغربية في كون الحالة الصحية للسيدة الحامل كانت محفوفة بالمخاطر يومها ، وأن من شأن ولادتها في المستشفى الاقليمي ببنسليمان تهديد لصحتها ، ورغم ذلك يقرون بدون خجل ولا وجل أنه تم توجيه السيدة الحامل صوب الرباط على بعد 70 كيلومتر بدون مرافق طبي ، دون أن يحددوا من اتخذ قرار توجيهها الى مدينة الرباط مادام لم يكن يومها طبيب او طبيبة مختصة ؟ ، وهل من صلاحيات المولدات أن تتخذ قرارا بهذا الكم من المخاطر ؟ ، وهل من رقيب يراقب ويدير المستشفى الاقليمي المذكور ؟ .
ولم يخف الاستاذ الشمسي في معرض بيان التناقضات أن موكلته وزوجها يتوفران على تسجيلين ، الأول عبارة عن فيديو يوضح وضع السيدة الحامل لمولودها في سيارة الاسعاف ، في الظلام والإهمال ، والثاني عبارة عن تسجيل صوتي لمكالمة هاتفية بين وزوج موكلتي وسائق سيارة الاسعاف يقر فيها هذا الأخير بالواقعة والاضرار والإهمال كما سجلاه في معرض مطالبتهما التي تنتظر ان يقول فيها القضاء كلمته انتصارا لحق المواطنين في الصحة كاملة غير منقوصة.
لا توجد تعليقات في هذه الصفحة.. كن أنت أول المتفاعلين!