خص مهرجان الشعراء المغاربة في افتتاح دورته الثالثة، أمس الجمعة بتطوان، تكريما حافلا للشاعر المغربي المعاصر عبد الكريم الطبال وللصحافية المخضرمة اسمهان عمور، أيقونة الإعلام الثقافي بالمغرب.

وانعقد هذا المهرجان، الذي ينظمه بيت الشعر بتطوان تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، في إطار التعاون القائم بين وزارة الثقافة والاتصال في المملكة المغربية ودائرة الثقافة في حكومة الشارقة، بدولة الإمارات العربية المتحدة.

وقال الشاعر عبد الكريم الطبال، الذي ألهمت قصائده أجيالا من الشعراء المغاربة والأجانب، أن “بيت الشعر مؤسسة رائدة للثقافة بالمغرب، اختارت أن تخصني بهذا التكريم، وهي مبادرة أسعدتني وشرفتني كثيرا”.

في تعليقه حول وضع الساحة الشعرية في الوقت الراهن، نوه السيد الطبال بأنها تشهد “حيوية كبيرة بفضل المساهمة المتألقة لثلة من الشعراء الشباب” معربا عن “أمله الكبير” في أن يحمل الشعراء الشباب المشعل وعن إيمانه في أنهم يتوفرون على القدرة والحكمة والمعرفة للقيام بهذه المهمة على أكمل وجه.

من جانبها، عبرت الصحافية اسمهان عمور عن “تأثرها العميق وامتنانها” لهذا التكريم، موضحة أنه “تكريم يتوج مسارا طويلا يزيد عن 32 سنة في الإذاعة ومختلف حقول الإعلام والثقافة”.

واعتبرت السيدة عمور، التي تعد برامجها الثقافية مدرسة حية، أن العمل في الحقل الثقافي يعتبر بمثابة “نضال يتطلب كثيرا من الجرأة والمثابرة”، معربة عن الأسف لكون جزء كبير من الفاعلين اليوم في هذا المجال “يبحثون عن الإثارة أكثر من سعيهم لإغناء الساحة بإبداعهم وخيالهم”.

في كلمة بهذه المناسبة، أشار الكاتب العام لوزارة الثقافة والاتصال، عبد الإله عفيفي، إلى أن تكريم هذين الاسمين من الساحة الأدبية والإعلامية يأتي عرفانا بمساهمتهما الرفيعة في إغناء الساحة الثقافية بالمغرب.

وأشار السيد عفيفي إلى أن اختيار تطوان لاحتضان هذا المهرجان ينبع من الاعتراف بتاريخها الغني والمتنوع في مجال الثقافة والفن وهي الحاضرة التي كانت دوما منبع إلهام وأرضا خصبة للعديد من المبادرات والتجارب الفكرية والفنية على مدى قرون.

وتميز حفل الافتتاح بمشاركة المغنية العربية الشهيرة أميمة الخليل، إلى جانب الملحن اللبناني هاني سبليني والمجموعة الموسيقية العربية أصدقاء دار الشعر. كما كان الجمهور على موعد مع قراءات شعرية لكل من علال الحجام وحسن نجمي واسماعيل العلالي وأمينة المريني.

وأكدت السيدة المريني، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن الشعر بالمغرب وبالعالم العربي ب “صحة جيدة بفضل جيل كان قادرا على الاستفادة من التجارب السابقة وترك بصمته على الساحة الأدبية والشعرية”.

وتستمر فعاليات المهرجان إلى غاية 23 يونيو الجاري ببرنامج غني يضم سلسلة من القراءات والتوقيعات، إلى جانب معرض “معلقات تشكيلية” بمشاركة أجيال الفن التشكيلي بمدينة تطوان، كما سيتم الإعلان عن الفائزين بجائزة الديوان الأول للشعراء الشباب.

الكاتب: عبد اللطيف باكر: جهة طنجة- تطوان- الحسيمة