كشفت دراسة جديدة أن “الدببة المائية” (Tardigrades)، القادرة على العيش في أقسى وأصعب الظروف المحيطة، لديها نقطة ضعف تتمثل في تعرضها الطويل الأجل لدرجات الحرارة المرتفعة.
وتبين أنه مع استمرار ارتفاع درجات الحرارة، وثبات الوضع على حاله، تنخفض فرص بقاء “الدببة المائية” على قيد الحياة.
وقال معدو الدراسة إن الاكتشاف يُظهر أهمية فهم تأثير ارتفاع درجات الحرارة العالمية، الناجم عن تغير المناخ (بشري المنشأ)، على جميع كائنات كوكبنا.
ويؤثر الاحترار على جميع أنحاء العالم بالفعل، بما في ذلك الحياة النباتية والحيوانية. ومن المتوقع أن تتغلب بعض الأنواع على التغييرات بشكل أفضل من الأنواع الأخرى، مثل الصراصير.
وهناك زهاء 1300 نوع معروف من الكائنات، معظمها يتراوح بين 0.3 و0.5 ملم في الطول. وتعيش في الغالب في البيئات الرطبة، سواء ضمن الرواسب البحرية أو المياه العذبة. وعندما تحتاج إلى السبات، فإنها تخفي رؤوسها وأرجلها، لتجف تماما.
ووجدت دراسة أجريت عام 2017 أن الطريقة الوحيدة للقضاء عليها، تتمثل في غليان محيطات الأرض.
ولكن تغير المناخ يمكن أن يمنح هذه المخلوقات الغامضة وقتا عصيبا. وتوصلت دراسة أجريت عام 2018 إلى أن نوعا من كائنات القطب الجنوبي، Acutuncus antaricic، يمكن أن يكون عرضة لخطر الانقراض بسبب تغير المناخ. أما النوع الثاني، Ramazzottius varieornatus، فقد أظهر ضعفا مشابها.
وقال عالم الأحياء ريكاردو نيفيس، من جامعة كوبنهاغن في الدنمارك: “تم الحصول على العينات المستخدمة في هذه الدراسة من تسريب من سقف منزل يقع في نيفو، الدنمارك. وقمنا بتقييم تأثير التعرض لدرجة حرارة عالية في الدببة المائية النشطة والجافة، كما درسنا تأثير فترة تأقلم قصيرة تتبعها الحيوانات النشطة”.
وبالنسبة للكائنات النشطة التي لم تتأقلم مع ارتفاع درجات الحرارة، بلغ معدل الوفيات نحو 50%، بعد أن أمضت 24 ساعة في 37.1 درجة مئوية فقط.
وأدت فترة تأقلم قصيرة مدتها ساعتان عند 30 درجة مئوية، تلتها ساعتان عند 35 درجة مئوية، إلى رفع حد الوفيات هذا إلى 37.6 درجة مئوية. لذا يبدو أن التأقلم يحسن معدل البقاء على قيد الحياة.
وكشفت تجارب إضافية أن الكائنات سوف تموت بسرعة أكبر بكثير عندما تكون درجات الحرارة أعلى بكثير.
ونُشرت الدراسة في مجلة التقارير العلمية.
لا توجد تعليقات في هذه الصفحة.. كن أنت أول المتفاعلين!