بقلم : إيمان السباع
- كلمات أخطها بماء من أمل على جدار التاريخ، وأرسلها لكل فرد من أمتي، لكل شخص ينتظر الغد بفارغ الصبر، لكل شخص هاجر من بلاده بحثا عن رغد الحياة بعد أن أنهكه الترقب، لكل شخص لبث في وطنه صابرا على ويلات الزمن، لكل طفل ذاق مرارة الألم، لكل شاب أجهضت أحلامه وحبطت عزيمته، لكل شيخ تروي تجاعيده تفاصيل الرواية، لكل امرأة، لكل رجل، للأحياء والأموات.
تكتحل عيوننا كل يوم بصور أشلاء المنكوبين من بني جلدتنا، قتلى وجرحى بالعشرات، نازحون بالآلاف، لاجئون يعانون في صمت، أوطان محتلة، بلدان تابعة خاضعة لمن يصفها بالمتخلفة، عنصرية، فقر، جهل، تمرد... مشاهد تدمي القلب ويعتصر الفؤاد ألما لمشاهدتها.
ما تعيشه أمتي ليس بهين أبدا، إنه انكسار تاريخي لها بعد أمجاد فاتت وخفتت، انكسار يكلفنا خسائر جمة ويعرقل مسيرتنا.
لكنه انكسار مر، مرحلة إن وعينا منها الدروس وحققنا العبور والاعتبار منها، نحولها فتلا في إحياء هذه الأمة، قفزة مهمة لوضع النقط على الحروف. ما يحدث الآن هو تمحيص واختبار لنا تمهيدا لمرحلة موالية تمحو آثار سابقتها.
إننا نصف ما نعيشه اليوم بأنه مخاض أمة، ولا بد للمخاض من أوجاع، لكن بعد الولادة تنسى الأم ما مر بها وتفرح بمولودها الجديد، وجنين أمتنا أوشك على الخروج.
أمتنا تحتاجنا جميعا، وتحتاجنا نحن الشباب كي نحمل مشعل التغيير، كي نحمل همها ونسعى لانتشالها من القاع الذي قبعت فيه، تحتاج حيويتنا ونشاطنا وتشبتنا بالمستقبل، تحتاج طموحنا وإصرارنا واقتحامنا للعقبات في جميع الميادين، تحتاج منا قوة وعزما، تحتاج منا أن نقطع الوصال مع الانتظارية والتفرج وتبرير جمودنا على شماعة القدر.
لم أقرأ يوما في صفحات التاريخ أن أمتنا انتصرت يوما بسبب عدد جنودها الكثير، أو عتادها المتطور، أو بتدخل من دول أخرى، بل كانت تنتصر بفضل قوة رجالها وتباثهم وإيمانهم واستماتتهم في الدفاع عنها، لأنهم كانوا يواجهون عدوهم وفي قلوبهم غيرة على أوطانهم ومعرفتهم للحق وسعيهم لإحقاقه.
كانت تنتصر بفضل وعي نسائها ومساندتهن للرجال في الدفاع عنها وتربيتهن لأجيال قويمة ومشاركتهن يدا بيد في بناء حضارتها .
هذه هي أمتي...وهكذا ستنتصر.
لا توجد تعليقات في هذه الصفحة.. كن أنت أول المتفاعلين!