قبل التحية اعتذر عن ازعاج فرحتكم برأس سنة "ابناء عيسى" فقط لأني كنت اتمنى ان افتتح هذه السنة رفقة ابي المريض و باحضاني تنعم ابنتي الصغيرة و نحن نواكبها بزيت و زيتون و "براد اتاي مشحر"، على منوال كل امثالي من مستضعفي هذا الوطن الحبيب..
فحيث نقطن بالقرى و المدن الصغيرة كل اهتماماتنا تنصب على توفير لقمة العيش...خاصة اذا تعلق الأمر بمطلقة يستفحل بها الجهل و الأمية و الكبت و عيون و ألسنة المجتمع المتربصة و قصر اليد و مسؤولية الأبناء لتوفير الملبس و الغذاء تقسم حصيلة "تمارة و دمير المطلقة" على جميع افراد الأسرة للحفاظ على المأوى و توفير الحماية إن توفرت أصلا...
نحن نتزوج صغارا و نتعذب صغارا قبل ان نغدو كبارا... و ان خاب النصيب و"حل الطلاق" يعاقبنا نفس من يباركون زواجنا قسرا...
فعلا "رأسي" ليس بقيمة رأس السائحتين الأجنبيتين رغم أن العمل المرتكب ضدنا هو نفس الإرهاب. الا ان التنديد الدولي لا محل له ب"رؤوس المغاربة" و لا يقام لهم و لا يقعد و لا تحظى رؤوس المغاربة بنفس التضامن و التنديد.....لكن رغم اختلاف الضحايا فالفعل واحد: ارهاب ضد الإنسان و الإنسانية...
الى كل المسؤولين عن الساعة المشؤومة فعلا تراجعكم و تقنينكم للساعة اخذ بعين الاعتبار المدن الكبيرة حيث بإمكان الوالدين و اولياء الأمور اختيار المدارس الأقرب أو وسائل المواصلات العامة و النقل المدرسي متوفر في حالة إذا لم يتوفروا هم أصلا على مواصلات تعفي ابناءهم التأخر و الازدحام و بعد المسافة.
لكن بالقرى و المدن الصغيرة تختفي كل هاته المكتسبات. فتغدو السادسة صباحا كمنتصف الليل، الفرصة السانحة للذئاب البشرية لانتهاك املاك و اعراض و رؤوس العباد...في ظل قصور الأمن عن تغطية كل الطرق التي يقطعها مصطحبي الأبناء الى المؤسسات التعليمية...
"بتر رأسي" فقط لأن كل العوامل كانت ملائمة:
استفحال الجريمة، الفقر، الهشاشة،الأمية، الجهل، ضعف البنية التركيبية للمجتمع، قصور الأمن، الساعة المشؤومة، الزواج المبكر و الطلاق المبكر...
الى الجمعيات المدافعات عن أمثالي من النساء و المطلقات و المعنفات.. ابارك لكن نصر "الصفارة" و أذكركن ان ما ينقصنا اكثر من "صفارة"... ما كان ينقصني قبل ان يرحل "رأسي من بين كتفي"... هو منصت و منقد و متضامن و ميسر لعذابي بين عمل مضن و اسرة متفسخة و رعاية اب مريض و توفير العطف و الحنان و القوت لابنتي و وسيلة نقل تحميني من "قطاع الرؤوس"...
نفس الرسالة للمنتخبين فانا واحدة ممن تكلفتم و وعدتم بتوفير سبل الراحة,على الأقل نقل مدرسي لأبنائنا و فرض توقيت مناسب يجنبني الخروج في السادسة صباحا استجابة للتوقيت الذي قررته وزارة التعليم...
رأسي سيظل ناقوسا يدق محذرا...فرؤوس المغاربة قد اينعت في ظل كل ما سبق ذكره...
و كل عام و رؤوسكم على اكتافكم...
لا توجد تعليقات في هذه الصفحة.. كن أنت أول المتفاعلين!