تسود حالة من التوتر والاحتقان المنظومة الصحية بجهة فاس مكناس، وذلك بعدما انتفضت الأطر الصحية بالمنطقة في وجه المدير الجهوي للصحة، وقررت التصعيد والخروج للاحتجاج يوم 10 دجنبر الجاري أمام مديرية الصحة على مجموعة من المشاكل والمعيقات التي يتخبط فيها قطاع الصحة بالجهة، وكذا ضد ما أسموه “السياسة الديكتاتورية” للمدير الجهوي في معاملته للأطر الطبية بمستشفيات الجهة.
وطلبت النقابات الممثلة للأطر الصحية بجهة فاس مكناس في بيان لها توصلت “شوف تيفي” بنسخة منه من وزير الصحة بفتح تحقيق فيما يخص مجموعة من الفضائح بقطاع الصحة بفاس التي قالت إن المدير الجهوي اعترف أمام الجميع بتستره عليها، إضافة إلى فتح تحقيق معمق في واقعة تقديم طلب الإعفاء من طرف مديرة مستشفى الغساني، و محاسبة كل من ثبتت مسؤوليته في ملفات كانت النقطة التي أفاضت الكـأس، و عجلت بطلب المديرة إعفاءها من مهمتها كمديرة المركز الاستشفائي الجهوي لفاس، مع مطالبتها للوزارة الوصية بالسهر على ضمان فصل المهام بين مدراء المستشفيات و المدراء الجهويين لتفادي الاحتقان الحاصل بالمستشفى الجهوي بفاس وفق البيان.
واستنكرت الأطر الصحية في بيانها ما سمته “التصرفات الاستفزازية و الإهانة و العجرفة و التصرف الاستفزازي” الذي قالت إنه يصدر من المدير الجهوي في حق الأطر الصحية، محملة إياه تبعات تصرفاته غير المسؤولة والتي ستؤدي إلى التخبط والاحتقان على حد تعبيرها.
وأشار البيان، أن هذا التوتر الذي بات الوضع الصحي يشهده جاء مباشرة بعد تقديم مديرة المركز الاستشفائي الجهوي لطلب إعفائها من مهامها، وتسجيل تفاعل الأطر الصحية بذات المستشفى بشكل عفوي و بطريقتهم الخاصة، باصطفافهم إلى جانب المصلحة العامة ضماناً للسير العادي للمرفق العام.
وأوضح أن الأطر الصحية شكلت جسداً واحداً لمطالبة المديرة بالتراجع عن قرارها، نظراً لاعتمادها طريقة تدبير مبنية على روح الفريق و مشاركة الجميع في اتخاذ القرارات التي تهم المؤسسة، ما انعكس إيجاباً على ظروف عمل الموظفين وتحسن مستوى و جودة الخدمات المقدمة للمواطنين، واعتباراً أيضاً للظروف المحيطة بوضع المديرة لاستقالتها، مشيرة أن هذا الموقف تُرجم على أرض الواقع بتوقيع عريضة جماعية مع مراسلة موجهة للمدير الجهوي للصحة بجهة فاس-مكناس.
وشدد ذات البيان أن هذا الأخير عوض أن يسلك المنحى المعمول به في مثل هذه الحالات ، فضل سياسة الهروب إلى الأمام بعدم استدعاء المديرة لمعرفة الأسباب التي دفعتها لتقديم استقالتها، مرسلاً طلبها بسرعة وصفها ذات البيان ب “البرق” لوزارة الصحة للبحث عن بديل لها في أقرب وقت، وأكدت الأطر الصحية في بيانها أنه كبادرة عن حسن نية ، حاول الموظفون لقاء المدير الجهوي لمعرفة أسباب طلب الاستقالة، و حثه على عدم قبول هذا الطلب، تفاجؤوا بحصة من خطبة وصفوها بالرديئة، قالوا أن المسؤول الجهوي استعمل فيها شتى أساليب الاستفزاز و الرعونة و الاستهتار و استصغار الموظفين الذين يبذلون الغالي و النفيس من أجل مصلحة المريض أولا، مغادرا قاعة الاجتماعات بطريقة أقل ما يقال عنها إنها غير مهذبة، و لا تشرف مسؤولي قطاع الصحة بالمغرب، رافضا فتح باب الحوار و السماح للحضور بإبداء رأيهم و الرد على مغالطاته على حد تعبير البيان.
وعلى إثر هذه الأحداث عقدت المكاتب النقابية لقطاع الصحة بفاس اجتماعاً مستعجلاً خُصص لمعالجة تصرف المسؤول الأول عن الإدارة الجهوية بجهة فاس-مكناس، وبعد إحاطة الموضوع من جميع جوانبه، سجلت الأطر الطبية في اجتماعها أن طلب الإعفاء الذي تقدمت به مديرة المستشفى الجهوي بفاس، جاء نتيجة الضغط الذي مورس عليها من طرف الادارة الجهوية لأغراض مبيتة ووفق سيناريو مخطط له من أجل دفعها لتقديم الاستقالة، مؤكدة على وجود عناصر معروفة، تتحرك في الخفاء و تحاول خلق الفتن و تغذية الاحتقان داخل المستشفى خدمة لأجندات سياسية معينة، على حد تعبيرهم.
وخلص البيان إلى أن عدم إبداء حسن النية من طرف المدير الجهوي، بتغافله للأعراف المعمول بها أمام هذه الحالات، إذ أنه لم يستدعها لمعرفة أسباب طلب الإعفاء و لو من باب المجاملة، معبرة عن تثمين موقف الأطر العاملة بمستشفى الغساني برفضها منطق ما أطلقت عليه “الفيرمة” ، بنصرتها للحق و إجماعها على تفاني المديرة في أداء مهامه.
وختمت بيانها بتأكيدها للرأي العام المحلي والوطني على التصعيد والخروج ببرنامج نضالي لصون كرامة الشغيلة الصحية بفاس، ستفتتحه بتنظيم وقفة احتجاجية أمام المديرية الجهوية للصحة لجهة فاس مكناس يوم الاثنين 10 دجنبر 2018 بداية من الساعة العاشرة و النصف صباحا كخطوة أولى نحو برنامج احتجاجي ستعلن عنه لاحقا يؤكد البيان.
لا توجد تعليقات في هذه الصفحة.. كن أنت أول المتفاعلين!