تساؤلات شابة: الوطن قبل الوطنية

الحرية تي في - إيمان زكور آخر تحديث : 9‏/5‏/2018 20:11

إيمان زكور 

20180509_210522.jpg (24 KB)
 -  اتذكر جيدا وانا في الصف الأول ابتدائي كيف كنا نتجهز كل يوم اثنين لكي نتغني بالنشيد الوطني. كنت حينها لا احفظ كلماته جيدا كباقي أصدقائي فابدأ بالتمتمه بكلمات غير مفهومه متتبعة الألحان فقط، تخيلت حينها وانا انظر الى العلم الوطني، أن الوطن هو الأم الثانية التي تحتضن أطفالها عندما يهملهم الجميع، أنه يمنح اهله كل ما يتمنونه. فبدأت أهيم في احلام طفولة بريئة. لكن على الأقل كنت حينها أحمل من الأمل والسذاجة مايجعلني أستطيع أن أجيب على بعض الأسئلة دون ان أحتاج إلى فترة تفكير مطولة (ماذا تريدين ان تصيري في المستقبل؟ وما هي أحلامك ؟) نفس الأسئلة اليوم لم أعد أجد لها جوابا...

آه كم هو متعب ذلك الوعي بالواقع وبما وراء السياسة وما وراء دروس الوطنية الجوفاء .


فها انا ذا وصلت الى ذلك المستقبل الذي كانوا يحدثوننا عنه في صغرنا، كم كنا أغبياء عندما صدقنا قصصهم المغريه حول مرحلة الشباب، قالوا عنها أنها مرحله تحقيق الاحلام. أظن أن هناك إخلالا هنا، فإما أن الوطن تغير بسبب الإستبداد والفساد المتغلغل داخله. وإما أن أحلامنا هي التي لم تعد منسجمة مع الوطن.

إنه طرح يحتمل إجابتين، إما أن نقبر أحلامنا أو نغير الوطن. نعم فلا وطنية دون وطن. لقد مللنا من هذه الغربه القاتلة التي نعيشها داخل اوطاننا الباردة المجهولة المعالم. ماذا سيحدث في المستقبل ؟ أسئلة تدور في ذهني وانا اتجول في شوارع مدينه سلا التي لا تفرقها عن عاصمة الأنوار الا قنطرة و نهر ابي رقراق. —لا عذرا بل يفرقهما أكثر من ذلك بكثير، انها المواقع والسلط— و إذا بي أتامل وجوه شباب في سني، وجوه شاحبه وعيون تائهه تنظر الى اللاشيء بحثا عن شيء مجهول في الأفق، إنهم أشبه بمجموعة من الأجساد المنهكة التي لا تعرف حقا من اين الطريق؟ ومن اين البداية؟ أغلبهم يرتدون سماعات الاذن كي لا يسمعوا ضجيج العالم من حولهم، لانهم حقا متعبون من ضجيج ذواتهم أيضا. تلك الذوات التي لا تمل من التساؤل والإستفسار، ما يجعل الافكار تتوالد داخل أذهاننا، إنه حقا أمر متعب. أن تعيش في وطن تحس فيه بتفاهة كل دروس الوطنية التي تلقيناها طوال سنوات الدراسة، والأدهى من ذلك أننا ونحن نسير في طريق البحث عن معالم وطن يحفظ كرامتنا وينصفنا، وجدنا أن أنفسنا هي الأخري لم تعد تنفع لان تكون أوطان لنا، لانها هاجرتنا منذ زمن ....

تساؤلات شابة: الوطن قبل الوطنية
كلمات دليلية
رابط مختصر
9‏/5‏/2018 20:11
أترك تعليقك
0 تعليق
*الاسم
*البريد الالكترونى
الحقول المطلوبة*

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

ان كل ما يندرج ضمن تعليقات القرّاء لا يعبّر بأي شكل من الأشكال عن آراء أسرة "الحرية تي في" وهي تلزم بمضمونها كاتبها حصرياً.