موهبة الحكومة بخلق الحدث...

الحرية تي في - ارجو حذفي نهائيا آخر تحديث : 30‏/11‏/2018 09:30



الأحداث تمر تواليا بوطننا و أكيد ان السنوات الأخيرة قد ضربت الأرقام القياسية في الأحداث التي عاشها الشعب المغربي و كانت مثار استنكار و استغراب و تساؤل ثم مثار سخط و احتقان و غضب عارم.
الشعب المغربي لم يعد ذلك الشعب الذي يتلقى الحدث بلامبالات متناهية... فقد خلقت الأحداث منه محللا و مقررا بل اضحت اللوحات التنديدية و الاحتجاجية ترصع الشوارع و الملاعب و تنتقل للعالم الافتراضي و تقنية الواتساب.


فعلا أحداث الريف و مقتل محسن و العقوبات السجنية الممتدة ل 20 سنة و اعتقال الصحفي المهداوي و فاضح الفساد البداحي ثم احداث جرادة و ظاهرة مقاطعة المحتكرين احداث التهجير القصري بعين السبع و اعتقال كل من أب الطفل و الشابة الذين أثارت تصريحتهما ردود أفعال من لدن البيضاويين خاصة و المغاربة عامة.ثم سب المغاربة واتهامهم بالمداويخ و نعوت أخرى و ما فجرته "خطوبة" يتيم المشؤومة و مقتل "حياة"  شهيدة البحر "الأحمر المتوسط" مقبرة الحالمين بغد أفضل. ثم انقلاب قطار الخليع ببوقنادل و الحلوى البرلمانية الملعونة...تقديم أطباء لاستقالتهم ثم "الساعة العجيبة"...
كلها أحداث ستنزل بكل ثقلها لتضع الحكومة و البرلمان بقفص الاتهام.. و بفوهة انتقادات شعبية عارمة درجة السخط على عطائهما و تفاعلهما المتأخر أو المنعدم مع الأحداث و خلقهما لأحداث تارة بطرق احترافية و أخرى بطرق بهلوانية غير منتظرة كواقعة الحلوى و الساعة.


الشعب المغربي اثبت ان من الصعب التلاعب عليه بقرارات و احداث من شأنها لفت انتباهه عن واقعه الحالك..من تضعضع التعليم و مآسي الصحة و اللغم الموقوت: السكن و التشغيل...
كما لم تنطلي لعبة التناطح بين الأحزاب و اشعال فتائل غايتها نسف حزب لحزب إما بهدف الاستيلاء على كعكة الحكومة بالتغيير أو بسحب الثقة أو بانتخابات سابقة لأوانها...متخدة الأحداث وليمة طازجة تقدم للشعب الذي يتداولها بشهية.باعتقاد الطهاة ان اللعبة انطلت على الشعب المكلوم...غير أنها سرعان ما تفاجأ بأن جهة أخرى خلقت حدثا آخر...أو أن الشعب أدرك ان الوليمة مسمومة فأعادها لأصحابها تحت شعار...كشفت لعبتكم و اليكم التفاصيل...


المثير في الأمر أن الثنائية التي أفلحت بها الحكومة و البرلمان: "خلق حدث/التغاضي عن حدث "بمبدأ كم حاجة قضيناها بتركها...
هي التي جعلت  الشعب يصدح بنقدها و الشارع يهتز تنديدا بقراراتها و انتقادات تتوالى من نسائها و رجالها شيوخها و أطفالها...هي التي تبني قبر الثقة بيدها..
و الصراع دائر بين مكوناتها الرئيسية الرغبة العارمة و اللحظة المنتظرة...الإطاحة/الإعتلاء...
و في خضم هذا التطاحن يظل الشعب متابعا محللا منتقدا...غاضبا منددا...
فالخطأ لا يتحمله الشعب...فليس الشعب وحده من يصنع الحدث...
بل أضحى البرلمان و الحكومة مرابضين دائمين بمطبخ شميشة...
و شهيوات البرلمان و الحكومة...تثير التقيأ و الغثيان...و المسؤولية....سيسائلكم عنها التاريخ...فالضحية بآخر المطاف لستم أنتم فقد راكمتم ما يغطي مصاريف دواير الزمان...
الضحية شعب...
الضحية إنسان....
hqdefault.jpg (22 KB)

موهبة الحكومة بخلق الحدث...
كلمات دليلية
رابط مختصر
30‏/11‏/2018 09:30
أترك تعليقك
0 تعليق
*الاسم
*البريد الالكترونى
الحقول المطلوبة*

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

ان كل ما يندرج ضمن تعليقات القرّاء لا يعبّر بأي شكل من الأشكال عن آراء أسرة "الحرية تي في" وهي تلزم بمضمونها كاتبها حصرياً.