السترات الصفراء: ماكرون إرحل

الحرية تي في - ارجو حذفي نهائيا آخر تحديث : 29‏/11‏/2018 16:18


مخطئ من يخال أن الثورة الصفراء بفرنسا استثناء عن منظومة الثورات الشعبية ضد الجشع الرأسمالي و تكدس الثروات بيد الأقلية و تفشي الفقر. و على اعتبار أن الطبقة الشعبية تعتبرالمحرك الرئيسي لدينامية الاقتصاد و التنمية الذي يصب بأرصدة المحظوظين من أغنياء و أثرياء العالم.
فثورة"البدلات الصفراء" ليست إلا امتدادا للربيع العربي"بتحفظ" و حركات بأوروبا نفسها ك:"حركة الخمس نجوم في إيطاليا"، أو "بوديموس بإسبانيا" حركات جاءت ضدا على تحالف الأحزاب الكلاسيكية مع الأنظمة الرأسمالية على مصالح الشعوب التي رزحت و لأمد طويل تحت متناقضات: الفقر/الثراء. الاشتراكية/ الرأسمالية .الاجتماعي/ الاقتصادي..

بفرنسا تعاقب 8 رؤساء على السلطة منذ الإطاحة بالجمهورية الرابعة و منذ حكم "شارل ديغول" "لإيمانويل ماكرون." 59 سنة.شهدت اخر فصولها ميلاد حركة "إلى الأمام" حركة مؤسسها و متزعمها هو نفسه أصغر رئيس فرنسي لاحقا (39سنة). الحركة التي سترى النور ب: 6 ابريل 2016. اعتبرت انقلابا على الأحزاب التقليدية بتبنيها وصف "لا يمينية محضة ولا يسارية صرفة". إيديولوجية لقيت إقبالا شعبيا واسعا قبل أن ينضم إليها أشخاص وازنون داخل فرنسا و خارجها. حيث ستتلقى تمويلات خارجية ستدفع بمؤسسها إلى التفكير جديا في ولوج قصر الإليزي من بابه الواسع..

الالتزام بتجديد دماء المجال الاجتماعي و السياسي و كذلك الدفاع عن البقاء بحضن الاتحاد الأوروبي وعود أسست لدعوة ماكرون لكل التشكيلات السياسية للإلتحاق بحركته...مما سيرفع حسب بعض الإحصاءيات الغير الرسمية عدد الملتحقين من 13 ألف إلى 80 ألف ما بين شهري ابريل و سبتمبر 2016. قبل ان تفضي آخر الإحصاءات أن عدد الملتحقين فاق 200 ألف شخص.أصوات ستساعده على الفوز على منافسته "مارين لوبين"عن حزب الجبهة الوطنية الفرنسي (أقصى اليمين) المنقلبة على مؤسس الحزب: والدها:"جان-ماري لوبين."
حركة الجمهورية إلى الأمام التي عوضت حركة إلى الأمام بعد أيام من تولي ماكرون السلطة. ستحصل بالانتخابات التشريعية الفرنسية مجتمعة على أكثر من 350 مقعدا من مجموع 577.

رئيس الأغنياء:

توجهت بعض الصحف الفرنسية لوصف ماكرون بأنه رئيس الأغنياء,فسياسيته حسب وجهة نظرهم تذهب لإعطاء هدايا مجانية للرأسماليين الأثرياء و إثقال كاهل الشعب بالضرائب: بخفض الضرائب على الفئات الغنية والشركات فى العام الأول من ولايته الرئاسية بينما قام بخفض فوائد الإسكان ورفع ضرائب الضمان الاجتماعي، وهو ما أضر بشكل مباشر بأصحاب المعاشات التقاعدية دون الوصول إلى سقف الإصلاح المنتظر و الذي وفره له حصوله على (289 مقعدا من أصل 577) بالجمعية الوطنية.

التراجع عن مبدأ الحركة:

في حين ان مسار الحركة و انتهاجها خطا مخالفا لليمين و اليسار لوحظ تشبع المسار السياسي لماكرون بالفكر اليميني الشيء الذي اعتبرته الأوساط السياسية انقلاب على البرنامج الانتخابي الذي منحه الفرنسيون أصواتهم.

"ألكسندر بينالا" أو اللغم المدوي:

"ممارسة العنف من قبل شخص مكلف بمهمة خدمة عامة، وانتحال صفة الشرطة وحمل شارات مخصصة للسلطة العامة، والتواطؤ في الحصول على صور كاميرات مراقبة"."تلقي وثيقة من مديرية الشرطة بدون أن يكون مصرحا له ذلك." تلك كانت التهم الموجهة ل"ألكسندر بينالا" معاون الرئيس الفرنسي و موظف بالرئاسة ، انتحل صفة رجل أمن قبل أن يفضحه شريط فيديو انتشر على المواقع الاجتماعية يوثق: رجلا يرتدى خوذة الشرطة ويجر امرأة لبضعة أمتار ثم يضرب متظاهرا، خلال عيد العمال،الرجل لم يكن إلا "ألكسندر بينالا" الذي لا يملك شرعية الفعل المرتكب بموجب القانون الفرنسي. ليقلص شعبية الرئيس الفرنسي بالأوساط السياسية و الاجتماعية رغم محاولة "ماكرون" تدارك صدمة الشعب الفرنسي بتصريح أشار فيه أن قضية "ألكسندر بينالا" ليست إلا "زوبعة بفنجان"!!!

وزير البيئة "نيكولا هولو" استقالة بطعم الفاجعة:

طالما اعتبرت الحكومة الفرنسية أن وزير البيئة "نيكولا هولو" المتمتع بشعبية واسعة بالأوساط السياسية الفرنسية استقالة بطعم الفاجعة خاصة و أن الوزير المستقيل و الذي ارتفعت نسبة شعبيته. مباشرة بعد الاستقالة من حكومة "ايمانويل" سيربطها باحتجاجه على سياسة الحكومة الفرنسية و بالتالي سيضع الرئيس و حكومته بموقف جد
 حرج.

استقالة وزير الداخلية الفرنسي "جيرار كولومب" تقلب الطاولة:

رغم إلحاح الرئيس الفرنسي لثني وزير الداخلية الفرنسي "جيرار كولومب" عن قرار الاستقالة أو على الأقل تأجيل الإعلان عنها الى ما بعد الانتخابات الأوروبية المزمع إجراؤها ب: أكتوبر 2019 إلا أن الوزير "الاشتراكي "سابقا" و عمدة مدينة "ليون" سيقدم استقالته بحكومة لا تلبي انتظاراته و لا انتظارات من وكلوه مسؤولية الإصلاحات الجذرية.

"السترات الصفراء" تعلن بلوغ السيل الزبى:

تطرقنا إلى العوامل الداخلية دون الدولية التي قد تختلف التحليلات الجيوسياسية في تصنيف نجاح الرئيس الفرنسي من فشله. بمرجعيات السن أو التجربة كما صرح بذلك أحد المسئولين الإفريقيين بأن أكثر من عمر االرئيس الفرنسي قضاه على كرسي السلطة ببلاده. دلالة على صغر سن "مانويل" و نقص خبرته..

السترات الصفراء التحدي الأكبر "لإيمانويل ماكرون" و محك بقائه أو رحيله عن سدة الحكم ب"الإيليزي". فبالإضافة للاحتجاجات على سياسة غلاء المعيشة، وأيضا على ارتفاع أسعار المحروقات، التي زادت بشكل كبير مؤخرا بعد أن فرضت عليها الحكومة ضرائب إضافية.

يواجه "ماكرون" أعداءه القدامى الجدد و يترأسهم حزب "التجمع الوطني" اليميني المتطرف وعلى رأسه النائبة "مارين لوببن" التي تدعم و حزبها بشكل كامل مطالب المعتصمين. و أيضا حزب "فرنسا الأبية" اليساري بقيادة النائب "جان لوك ميلانشون" الذي أعلن دعمه التحركات الشعبية.

زعيم حركة "الجيل سين" اليسارية،"بونوا هامون" تضامن مع الحركات اشعبية الاحتجاجية. رغم إقراره عدم النزول للشارع حتى لا يخلط بين المطالب اليسارية المعارضة للتوجه اليميني.

بين مطرقة "السترات الصفراء" و سندان الأحزاب اليمينية و اليسارية يجتاز "ايمانويل ماكرون" اختبارا عسيرا...اختبار قد يعجل بانتهاء حركة وضعت مصيرها بيد رئيس يجمع الفرنسيون بأنه تنكر لبرنامجه الانتخابي مما فجر ثورة
"الغضب الأصفر".71PcNtgJtNL._SX425_.jpg (28 KB) غضب تحت شعار: ماكرون ارحل.

السترات الصفراء: ماكرون إرحل
رابط مختصر
29‏/11‏/2018 16:18
أترك تعليقك
0 تعليق
*الاسم
*البريد الالكترونى
الحقول المطلوبة*

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

ان كل ما يندرج ضمن تعليقات القرّاء لا يعبّر بأي شكل من الأشكال عن آراء أسرة "الحرية تي في" وهي تلزم بمضمونها كاتبها حصرياً.