الجهات النافذة والاحكام النافذة وعدل يفر من النافذة

الحرية تي في - الحرية تي في آخر تحديث : 3‏/11‏/2019 20:25

received_717980775387319.jpeg (43 KB)

د. أمينة مدرك

تروي كواليس قصر باكنغهام؛ أنه عندما اكتشفت الليدي ديانا سبنسر خيانات زوجها لها مع المدعوة كاميللا واهماله لها؛ قررت ككل الزوجات الثورة والغضب ثم الانفصال عن زوجها. وطبعا ووفقا للبروتوكولات السامية تطلب الانفصال من زوجها الى حين تحديد موعد للطلاق الرسمي.

اقترح عليها الأمير تشارلز اذن ان تذهب إلى قصر بريطاني آخر تريح فيه اعصابها لبضعة شهور؛ وتفكر جيدا ؛ لان قرارا مثل هذا ستكون لديه تداعيات في العائلة وعلى الرأي العام.
طبعا وبعد هذه الموافقة المباركة تقرر الليدي دي -كما كان يلقبها محبوها آنذاك - ان تاخذ امتعتها وأطفالها لتذهب في رحلة مفتوحة الى باريس..

وهنا تواجه المفاجأة العظمى: حين وقفت لها الملكة الأم بلهجة رسمية وببروتوكول موقع في يدها ؛ سيدة سبنسر أنا الملكة اليزابيث عاهلة المملكة البريطانية العظمى؛ اخبرك بهذا الأمر واؤكد انه أمر وليس مجرد بلاغ انك انت مواطن حر في وطن حر ولك حق مغادرة القصر الملكي و مغادرة التراب الوطني ايضا ؛ أما الطفلان فهما ملك للتاج البريطاني ولا يحق لك أن تسافري باشياء او أشخاص هي في ملك المملكة العظمى"...

تثور ديانا وتخور قواها امام هذا القرار المجحف و تتصل باهلها اولا واصدقاء العائلة ثانيا ثم بالمحامين وبكل من له علاقة قانونية بحقوق المراة وحقوق الأمهات ؛؛؛
لتفاجأ انه واثناء توقيعها على عقد الزواج كانت قد نصت على عقد به فصول مرقمة و بين قوسين كتب ( وفقا للدساتير الاستثنائية للمملكة البريطانية).

عندما بحث محامي الليدي دي عن هذه الفصول وجدها تقول انه فى حالة تحلل هذا الزواج الاستثنائي لاي سبب من الاسباب فإن مجوهرات العائلة الحاكمة ولوحاتها والبستها الفاخرة و كل ما يقدم الى الأميرة الجديدة يبقى ثراثا قوميا وفي ملك الأسرة الملكية ولا يحق لها الخروج به او بيعه او تبديده بما في ذلك الأشخاص الذين يوضعون في خدمتها والاولاد الذين يترتبون عن هذا الزواج.

لم تتوقف الليدي دي اثناء ابتعادها عن قصر باكنغهام بالمطالبة بحضانة ابنائها ككل الامهات عبر العالم؛ ورغم انها لجأت الى هيئات وجمعيات و محامين كبار وبعد ان وضعت ثروات طائلة بين ايديهم بمساعدة عشيقها الراحل محمد الفايد ؛ إلا انهم وجدوا انفسهم كمن يناطح صخرة صماء ملبدة بسياج فولاذي اسمه القانون الملكي البريطاني الذي كان قانونا آخر مختلفا عن ذلك الذي تطبقه بريطانيا في محاكمها باسم الديمقراطيات والحريات والمساواة.

وهكذا يجب ان نعلم جيدا أنه إذا ارادت الجهات النافذة الفتك بك خرجت لك بقوانين نافذة وطبقت عليك أحكاما نافذة و رمت بشعارات العدل والقوانين الأولى من النافذة.

الجهات النافذة والاحكام النافذة وعدل يفر من النافذة
رابط مختصر
3‏/11‏/2019 20:25
أترك تعليقك
0 تعليق
*الاسم
*البريد الالكترونى
الحقول المطلوبة*

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

ان كل ما يندرج ضمن تعليقات القرّاء لا يعبّر بأي شكل من الأشكال عن آراء أسرة "الحرية تي في" وهي تلزم بمضمونها كاتبها حصرياً.