يقول العالم كيث مور :
“وقد اتضح لي أن هذه القضايا يجب أن تكون جاءت إلى محمد من عند الله، لأنه تقريبا كل هذه المعلومات لم يتم اكتشافها إلا بعد عدة قرون من زمنه وهذا يثبت أن محمدا كان رسولا من الله”
القرآن الكريم يعلم البشر آليات التواصل والتخاطب التي تجعله قادرا على التواصل بشكل فعال مع وضعيات مختلفة ومتعددة المقام ... وعلم القرآن هذه الخواص بسرد قصص الأنبياء والرسل الذين استثمروا خواص التواصل محاولة لفهم ما يقع وما سيقع وكذا السؤال عن الذي - ليس بعد بالمعنى - (الهايديغري) .
إن المتأمل في الخطاب القرآني يجده جماع لمعاني العلم والمعرفة والفلسفة والانثروبولوجيا .... وما تشاء من العلوم المعاصرة ... والمزية من هذا كله أن القرآن لم يقر على نفسه أنه كتاب علم ، بل كانت الغائية من تنزيله التعبد به ......
إن اللحظة التي نزل فيها القرآن الكريم لم يكن للبشر أدنى دراية بالعلوم الحديثة الجد متطورة وفي ميادين العلم المتعددة والمختلفة ... وخاطب الناس من أجل عبادة الله وحده وأن لا اله إلا هو ، فآمن من آمن وكفر من كفر ... وتعبد الناس بتلاوته دون معرفة خواصه الدقيقة المتعلقة بالمعرفة العلمية (علم الأجنة وغيرها من العلوم الواردة في القرآن ) آمن الناس عبر خاصية التخاطب التي كانوا يفهمونا بل كانوا بارعين فيها وهي #اللغة .... عرفوا أن التركيب اللغوي لهذا النص يختلف تمام الاختلاف مع النصوص الأخرى شعرية كانت أم نثرية ؟؟
إن الاتجاه التداولي في النص القرآني فريد من نوعه ، إذ كيف لنص عمر لأكثر من ألف وأربع مائة سنة وما يزيد ؛ ويحقق التخاطب والتواصل الناجعيين مع من يتدبره ويتفكر فيه ؟ بل هو نفسه دعا إلى التدبر والتفكر في آياته ؟ كيف لنص كلما تعمقت في قراءته وجدته زاخرا بمختلف النظريات والعلوم ؟ لماذا لم يقر في آياته أنه كتاب علم وعلوم ؟
ربما الجواب في ثنايا قصصه التي تعلمنا البحث وممارسة الفلسفة بشكل يفضي للجواب والمعرفة ، وفي القصة القرآنية أسفله توضيح للمنهج التساؤلي في القرآن الكريم :
قال الله
قالَ لَهُ مُوسَىٰ هَلْ أَتَّبِعُكَ عَلَىٰ أَن تُعَلِّمَنِ مِمَّا عُلِّمْتَ رُشْدًا (66) قَالَ إِنَّكَ لَن تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْرًا (67)وَكَيْفَ تَصْبِرُ عَلَىٰ مَا لَمْ تُحِطْ بِهِ خُبْرًا (68) قَالَ سَتَجِدُنِي إِن شَاءَ اللَّهُ صَابِرًا وَلَا أَعْصِي لَكَ أَمْرًا (69) قَالَ فَإِنِ اتَّبَعْتَنِي فَلَا تَسْأَلْنِي عَن شَيْءٍ حَتَّىٰ أُحْدِثَ لَكَ مِنْهُ ذِكْرًا (70) فَانطَلَقَا حَتَّىٰ إِذَا رَكِبَا فِي السَّفِينَةِ خَرَقَهَا ۖ قَالَ أَخَرَقْتَهَا لِتُغْرِقَ أَهْلَهَا لَقَدْ جِئْتَ شَيْئًا إِمْرًا (71) .... س.الكهف
لا توجد تعليقات في هذه الصفحة.. كن أنت أول المتفاعلين!