"هيسبريس" .. التنظيم السري بثوب الصحافة ..! (2\10)

الحرية تي في - الحرية تي في آخر تحديث : 24‏/10‏/2019 22:55


نور الدين لشهب.jpg (84 KB)

بداية الخلاف
الخلاف بدأ أواخر سنة 2016، ومجموعة من الأصدقاء المقربين من باحثين وأساتذة جامعيين كانوا على علم بأصول الخلاف وجذوره، ويتعلق الأمر في الخلاف حول خدمة أجندة خارجية، وتحديدا محور عربي ضد محور عربي آخر، وظهر هذا الأمر جليا بعد حصار دولة قطر، وهذه الأجندة تتعلق بمشاريع محددة أصبح مطلوبا من هسبريس خدمتها، وصناعة رأي عام وطني منافح ومدافع عن هذه المشاريع، مع العلم أن بلدنا المغرب له رأي خاص في الموضوع ترجمته الزيارة الملكية إلى دولة قطر، وأن المغرب له قضاياه ومشاريعه اتفقنا أو اختلفنا حولها، وأن الشراكة الإعلامية مع مركز أو هيئة ثقافية أو إعلامية متاح ومشروع بشرط فقط الابتعاد عن خدمة مشروع أو أجندة خاصة لدولة محددة.
وبخلاف ذلك، بدأ مدير النشر يمرر مقالات إخبارية تهم دولة على وجه التحديد هي دولة الإمارات العربية المتحدة، كلها أخبار موجهة ضد دول أخرى هي قطر وتركيا وتنظيمات الإسلام السياسي، كنا نختلف في هذه النقطة، وكنا نحاول أن نحقق التوازن ما أمكن، لكن مع مرور الوقت كانت هناك تعليقات وأخبار يتم نشرها تضرب في الأمن داخل المغرب، وهناك أمثلة كثيرة من بينها نشر مقال يتهم دولة قطر بعلاقتها مع البوليساريو من على الأراضي المغربية، وهو خبر فضلا على أنه عار عن الصحة فإنه يضرب في الأمن المغربي من جيش ومخابرات عسكرية وعلاقات دبلوماسية، ناهيك عن تمرير تعليقات تمس بشخص الملك، وهي تعليقات كنت أراها موجهة وبشكل مقصود.
أضف إلى ذلك أن مدير النشر كان يمعن في نشر أخبار عن الكيان الإسرائيلي واعتباره دولة حقوق وديمقراطية في عز الجرائم التي يتعرض إليها الشعب الفلسطيني في غزة والضفة من قتل وتشريد واعتقالات... والأمثلة كثيرة ولعل ابلغها هو نشر مقالات مادحة للكيان الغاصب في شهر رمضان الأبرك وفي ظل انتفاضة الشعب الفلسطيني ضد صفقة القرن والتي قُتل فيها عدد كبير من الفلسطينيينن وهو ما يتماشى مع مشروع خارجي.
في ظل هذه التجاوزات فضلت أن أنسحب في صمت، واتخذت هذا القرار الذي اعتبرته قرارا نهائيا بالرغم من الإغراءات التي عرضوها علي كانت مغرية جدا، من قبيل الاستقالة من الوظيفة العمومية وتقلد منصب المدير العام بمقابل خمسة ملايين سنتيما، وأن أقيم في أي عاصمة أريدها، وذكروا لي هذه العواصم التالية: اسطنبول، لندن، دبي، وأن أقيم خارج المغرب "لي ما فيه ثقة ولا خير ولماذا لا أكون مواطنا كونيا" حسب تعبيرهم.
هذه الإغراءات يمكن لأي شخص أن يتمنى أن تُعرض عليه، أما أنا، وأقولها صادقا، وبحسي الخاص فهمت منها، وبناء على الأخبار والتعليقات التي تنشر في هسبريس، والتي يتم تمريرها بطرق ملتوية تستهدف البلد، إنما وراءها جهة معينة، قد تكون حاملة لأجندة خطيرة تستهدف أمن الوطن، ولهذا فإن هذه الإغراءات ما زادتني إلا بعدا وخوفا من شيء اسمه هسبريس التي ساهمت في بنائها وكنت أعتبرها هوية خاصة بي، وكنت أتشرف كوني ساهمت في تشييد معلمة إعلامية وطنية، ومقاولة وطنية يشتغل بها صحافيون شبابا هم في سن تلامذتي الذين سبق وأن درسوا عندي لما كنت اشتغل في التعليم، كان الصدق والإخلاص والمحبة هو ما يجمعني بهؤلاء الفتية، وكانوا يبادلونني نفس الشعور، ولا يزالون إلى حدود الآن.
كان طلبي الوحيد هو الانسحاب في صمت، وكان الطلب بسيطا جدا جدا، وهو أن يحولوا الهاتف الشخصي المملوك للشركة والذي هو بحوزتي منذ سنوات، لأني أربطه بالإيميل الشخصي وبالحساب البنكي وبصفحة الفيسبوك، ناهيك على أن الكثير من الأصدقاء والباحثين داخل الوطن يعرفونني بهذا الهاتف عبر الرقم الهاتفي وبرنامج الواتساب، إلى غير ذلك، وتحويل السيارة التي بحوزتي والمملوكة للشركة باسمي لأني أديت ثمنها وبدأ حسان الكنوني يراوغ ويماطل في تحويلها إلى اسمي شهورا، ثم مقابلا ماديا لم آخذه بعد منهم، وهذا مسجل عندي في محادثة مع حسان الكنوني في تطبيق الواتساب... نعم هكذا قلتها لهم وبطريقة عفوية!
فماذا كان الرد، اسمع لشهب، أنت كنت متعاونا مع هسبريس، ومهنتك هي التعليم، وأما السيارة والهاتف فهي في ملك الشركة الآن إلى حين، هكذا وبجرة قلم، والرسالة لا تزال عندي في تطبيق واتساب إلى الآن في هاتف خاص لا أحمله معي.
وماذا كان ردي، ذهبت على الفور إلى مقر الجريدة بحي حسان وسألت عن حسان الكنوني، وجدت بنت خالته مريم الطريبق، حكيت لها ما وقع، السيدة تعرفني جيدا من خلال العلاقة التي كانت تربط بيني وأبناء خالتها، بما فيهم أشرف الطريبق لأنه ابن خالتها وابن عمها في نفس الآن، طمأنتني الأخت مريم بأن الأمور ستحل جميعها، وقالت لي: أنت لست صحافيا مع هسبريس ولا مستشارا إعلاميا مع الجريدة، ولا أي شيء، أنت أخ وابن العائلة، وقالت بأنها ستتحدث مع خالتها الحاجة، أي أم الأخوين الكنوني.
أنا بقيت متمسكا بطلبي: أن يأتي الآن حسان أينما كان في الرباط أو مراكش أو طنجة، فأنا أنتظره هنا، ولا أبرح المكان إلا أن يأتي ونحل المشكل بأي ثمن، هنا مريم بدأت تحلف بالأيمان أن حسان موجود في دبي، وقالت: كن مطمئنا أن المشكل سيحل، بدأت تبكي أمامي، صدقت دموعها، و"انهزمت" أمام إلحاحها وطلبها بحسن ظني بها، وطفقنا نحكي بيننا عن الأيام الخوالي التي مررنا بها في إنجاح التجربة، وهي كانت تعترف لي بالمجهودات التي كنت أقوم بها، وكانت تتمنى أن أبقى معهم.
انزحنا قليلا عن المشكل الذي تعهدت بحله هي شخصيا، هنا بدأت ومريم نتبادل كلاما عابرا، وحكيت لها أني لم أعد قادرا على المضي في هذا الاختيار الذي تسير فيه هسبريس، وقلت لها بأن خدمة الأجندة الخارجية وتمرير رسائل تمس بأمن الوطن أصبح يرهبني، وحكيت لها عن الرسالة التي كتبها محمد الأمين الكنوني وتوصلت بها أنا وخالد وفيها سب وشتم بكلام ناب (...)، هذا وغيره جعلني أتخذ قرار الابتعاد عن هسبريس وقراري هذا لا رجعة فيه.
وحين كنت أحكي لها هذا الكلام، كان الأخ حسان الكنوني من دبي يرقب كلامي وحديثي عن الرسالة الخطيرة التي كتبها أخوه محمد الأمين الكنوني عبر الكاميرا.
وفي هذا الوقت بالذات اتصل بي خالد البرحلي وقطع كلامي مع مريم، ويلح على لقائي، وعلى وجه السرعة التقاني وذهبت معه في سيارته، وأخبرني بأن حسان اتصل به وأخبره أن المشكل سيحل حينما يعود حسان من دبي. وقال لي: شوف بوصحيب المشكل أنا من سيحله ومريم وأشرف الطريبق، والانسحاب هو خيار يبقى لك وحدك وإن كنت لا أتفق معك، أما الأسباب فأنا أتفق معك فيها جملة وتفصيلا.
بعد وقت يسير اتصل بي أشرف الطريبق وطلب لقائي، ولما التقينا طمأنني هو أيضا بأن المشكل سيحل، وطلب مني أن تبقى الرسالة التي كتبها ابن خالته محمد الأمين الكنوني طي الكتمان والسر، وأن الخطأ لا ينبغي أن يتم إصلاحه بخطأ أكبر منه، نحن إخوة شاركنا الطعام وسافرنا واشتركنا أشياء فليبق هذا الفضل قائما بيننا، وهنا تدخل خالد البرحلي وطلب مني مرافقته إلى فرنسا.
فعلا سافرت وخالد بعد يومين إلى فرنسا.


ووقعت القرصنة بسبب العدوان الكنوني

سافرت إلى فرنسا أنا وخالد البرحلي، وكان حسان الكنوني يتواصل مع خالد البرحلي كل يوم تقريبا، وهكذا تبدو أن الأمور طبيعية وأن المشكل سنجد له حلا بتدخل مريم الطريبق وأشرف الطريبق وخالد البرحلي والحاجة أم الكنوني (حسان ومحمد الأمين)، وأنا سأنسحب بكل أريحية، وقضي الأمر الذي فيه تستفتيان!
وهنا في فرنسا، أذكر قصة غريبة جدا وهي من إنتاج العصابة/ الجهاز السري لجريدة هسبريس، القصة تتعلق باسم مستعار اسمه نجاة بن الصديق التي كتبت مقالا في هسبريس، وبما أني كنت أشرف على أغلب مقالات الرأي فإني أعلم أن هذا الاسم غير موجود، ونفس صورة هذه المسماة نجاة بن الصديق أرسلت طلب صداقة للأخ خالد البرحلي في الفيسبوك، وأخبرني بالأمر ولم يقبلها صديقة في الفيسبوك.
وهذه المسماة نجاة بن الصديق هي من سوف تنشر شيكا بنكيا على "صفحتها" في الفيسبوك حصلت عليه من الإيميل الشخصي لخالد البرحلي بعد القرصنة، ونشرته في صفحة في الفيسبوك، وأعادت نشره جريدة كفى بريس، وبعد أيام سنكتشف أن هذه صورة نجاة بن الصديق الشخصية مأخوذة عن موقع اجتماعي روسي، وهكذا يتبين أن هذه المسماة نجاة بن الصديق اسم مستعار اتخذه محمد الأمين الكنوني لتصفية الحساب مع خالد البرحلي بعد قرصنة الإيميل الشخصي له والاستيلاء على كل وثائقه وصوره.
وسأحكي في مقال خاص، عن قصة الشيك لأني كنت حاضرا في تلك الأثناء حين تسلم الشيك خالد البرحلي وبإيعاز من حسان الكنوني، والمقابل هو نشر فيديو إعلاني على هسبريس، والذي مسحوه من الموقع بعدما توصل الزميل المصطفى كنيت مدير موقع جريدة كفى بريس بحسه الإعلامي إلى الحقيقة، والحقيقة هي السبل التي يصفي الجهاز السري لجريدة هسبريس حساباته مع أصدقاء له بطرق سخيفة تنم عن شخصية مريضة.

                                                                                                                    .../يتبع

"هيسبريس" .. التنظيم السري بثوب الصحافة ..! (2\10)
رابط مختصر
24‏/10‏/2019 22:55
أترك تعليقك
0 تعليق
*الاسم
*البريد الالكترونى
الحقول المطلوبة*

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

ان كل ما يندرج ضمن تعليقات القرّاء لا يعبّر بأي شكل من الأشكال عن آراء أسرة "الحرية تي في" وهي تلزم بمضمونها كاتبها حصرياً.