محمد زايد
إلى الناخب الوطني المغربي..
إن لقبك القارّي الوحيد في مسيرتك التدريبية التي فاقت الربع قرن، كانت هنا في المغرب مع الرجاء الذي يمارس "الرياضات الأخرى"، وذلك سنة 1997.
لاعبو "الرياضات الأخرى" هؤلاء، وفضلا عن قيادتهم لك (كي لا نقول العكس) للقب دوري أبطال أفريقيا ذاك العام، منحوك لقب الدوري الأول لك في مسيرتك أيضا، دوري "الرياضات الأخرى المغربي" سنة بعد ذلك سيد وحيد.
أيضا وقبل قدومك لدوري "الرياضات الأخرى" وتحقيقك للمجد القاري والمحلي آنذاك رفقة الرجاء، وجيلها الخالد وقتها "نزير، الرياحي، مستودع، جريندو، الزيتوني، فهمي، أوغندغا، لوندو، السلامي، الحيمر، عبد الصادق، السلامي، الشادلي، الدغاي" وغيرهم (حين كنت تفتخر وقتها بأخذ صورة تذكارية قبل كل مباراة كما مُبيّن هنا) كنت عاطلا عن العمل بعد مسيرتين "كارثيتين" رفقة "فيليز موستار" و "بوفي" الفرنسي، حين قدتهما معا للهزائهم أكثر من التعادلات والانتصارات من فاتح يوليوز 1990 إلى 30 يونيو 1994، إذاك كانت مسيرتك التدريبية التي ما فتئت الخروج للحياة، أن توؤَد كما بريئات الجاهلية، قبل أن ينقذك "فجر دوري الرياضات الأخرى المغربي" يوليوز 1997 ويدخلك المجد من أوسع أبوابه، بعد أن ظَلْتَ عاطلا لثلاثة مواسم دون اشتغال.
وكأن التاريخ يعيد نفسه، ذات البلد يعيدك للأضواء بعد أن أجهزتَ على طيور الكناري هناك بنانت الفرنسية، وذبحتهم في 14 مباراة من أصل 37، وكنت قاب قوسين أو أدنى من العصف بأمانيهم وآمالهم، بعد توتر العلاقة بينك وبين إداريي ومسؤولي النادي الأصفر هناك، الذي فضل الانفصال عنك بعد أشهر قليلة من مجيئك، قبل أن تنقذك العقود المغربية مرة أخرى، وتوقع معك أو بالأحرى مع "تاريخك" الذي بدأ من هنا وانتهى في شرق القارة ذات يوم.
سيد وحيد من صدف قدرك الغريبة أن حتى الانتصار الوحيد الذي حققته لحد الساعة مع منتخبنا "البئيس"، جاء بأقدام وليد الكرتي "لاعب الرياضات الأخرى" كذلك، أوليس بقدر ساخر هذا يا "شيخ البوسنة"؟
نحن لا نُمجد لاعبنا المحلي ولا نعتبره أفضل من ناظره المحترف، ولا ننتقص من هذا المحترف ولا نعتبره أقل شأناً من "شقيقه" هنا، بل هما سيان عندنا ما داما يرتديان نفس القميص ويركضان خلف نفس الكرة لأجل فرحة نفس الشعب خارج الحدود وداخلها.
إن هذه العلاقة التي بدل أن تُحسنها وتطورها لما فيه مصلحة لهذا المنتخب التّعِب من الإنشقاقات والتطاحنات، فضلت أن تزيدها توترا وتخلق بكلامك جدلا وكُرها نحن في غنىً عنهما بين أفراد المنتخب، بطريقة فظة تشبه كثيرا طريقة كبار السن حين يبدأهم "الخَرف"، هذا إن لم تكن فعلا منهم.
سيد وحيد لاعبنا المحلي يحتاج لتكوين عال المستوى، ولتطوير إمكانياته المادية والمعنوية والتقنية وحتى النفسية، نحن لا ننكر ذلك، لكن ليس بالمعنى "السيء" الذي ذكرت، فحتى ابننا الذي ضربت به المثل، لو لم يهاجر والداه سابقا، لكان ظهيرا في فريق مدينته الأم وادزم، ولقلت عنه أيضا أنه يمارس "رياضة أخرى"، لذلك هي مسألة فوارق في التكوين والتأطير والتقييم وليس المهارة أيها "الوحيد".
عُذرا لاعبي دَورينا، للأسَف قبّح الله الحاجة..!
لا توجد تعليقات في هذه الصفحة.. كن أنت أول المتفاعلين!