محمد المبروكي*
تزايد معدل الانتحار و الهجرة السرية في صفوف شباب و أطفال "مدن الهامش بصفة عامة مدينة وادي زم بصفة خاصة" يشكل تمرد هذه الفئة على مجموعة من المؤسسات التنشئوية : في مقدمتها مؤسسة الاسرة التي تعتريها اعطاب اجتماعية على المستويين البنيوي و الوظيفي كالتفكك الاسري، و عجزها حتى على تقديم شعور الاطفال بالانتماء . ناهيك عن تخليها على الادوار التنشئوية المنوطة بها و الاكتفاء بدورها الانجابي .
كما تؤشر هذه المعدلات على ضعف المدرسة التي لم تعد تواكب تطور المجتمع والشباب و الاطفال، و عجزها عن تلبية حاجاتهم و تطلعاتهم ...ثم بعد ذلك تأتي المشاكل المجالية المرتبطة ببنية المدينة و السياسات التي تتحكم فيها حيث لم تستطيع المدينة ان تقدم ولو متنفسا وحيدا، و عجزها عن تقديم فضاء للترفيه و الترويح واللعب الذي يشكل أحد أهم شروط المدينة المعاصرة.
مع غياب هذه الشروط يجد الطفل نفسه غريب في المدينة و لا تيسر عليهم عملية تكوين الشخصية، و الهوية الذاتية، و تحقيق الذات من خلال البنية المجالية التي باتت تبشيرا بالاقصاء الذاتي، و التفكير في مجال بديل و اختيار هذا المجال انقسم الى نوعين :
الاول هو التفكير في مجال افضل و الحديث هنا عن اسبانيا و ايطاليا بالنسبة للذين اختاروا الهجرة .
والثاني صنف اخر وهو مجال مجهول، و الحديث هنا عن الانتحار، لأن الشباب و الاطفال في تقديرهم أنه ليس ثمة مجال للتحفيز سوى على البؤس كما الحال في المدينة ...
إن هذه الظواهر ؛ التي أصبحت سمة غالبة بوادي زم؛ في تقديري تشكل تمرد واحتجاج على العديد من المؤسسات التنشئوية كالاسرة والمدرسة والمجال و السياسات التي تتحكم في تنظيمه و يمكن ان تلاحظوا انني لم اقف عند البطالة و سوق الشغل لأن هذه الفئات التي نحن بصدد الحديث عنها، لم تتجاوز بعد مستوى الباكلوريا ...
* رئيس فرع منظمة بدائل للطفولة و الشباب وادي زم
لا توجد تعليقات في هذه الصفحة.. كن أنت أول المتفاعلين!