وهل حامل الكتاب كحامل الحجر؟؟؟

الحرية تي في - الحرية تي في آخر تحديث : 6‏/10‏/2019 19:45

received_1022163374781850.jpeg (19 KB)

د.امينة مدرك

تعلمون أصدقائي، أنه إذا أردنا أن نخط شيئا على ورقة؛ نضطر لوضع الورقة على كتاب أو مجلة، أو مجموعة أوراق، أو أية أرضية سميكة أخرى؛ كي نتفادى إحداث ثقوب أو خدوش برأس القلم على الورقة.
هذه النظرية تسري تماما على الإنسان، وتوحي على أن الإنسان الذي يقف على أرضية من الكتب و الأوراق هو أقوى مناعة و سماكة من الإنسان الأعزل الذي يظل تماما كالورقة العزلاء المجردة.
أبسط كلامي كي لا يظل تجريديا مبهما و أشرح لكم: الإنسان المتعلم عموما و المثقف خصوصا يقف على أرضية علمية يستمدها من التعليم و أمهات الكتب فتعطيه سيكولوجية متينة و مناعة ثقافية بحيث يصير قادرا على تلقي نقر الزمن و ضربات الأيام و يستوعب الكلام و غير قابل للجرح و الخدش؛ فتجده أقوى أمام الأزمات و أبرد أعصابا أمام الإستفزاز و أجمد عند الإبتلاءات..تماما كالورق المرصوص فوق بعضه يعطي لآخر صفحة سماكة لنكتب عليها آخر خربشات اليوم فلا تنال منها ضربات القلم والأيام .
أما الإنسان الأمي عموما والجاهل خصوصا؛ و الذي نعتقده غير حساس و غير قابل للإختراق؛ فهو غير ذلك تماما: و بالعكس من ذلك ، هو كالورقة اليتيمة ، حساس و مرهف و شفاف؛ فتجده يجرح بسرعة، و يندب بسرعة و يثقب بسرعة. ترى الإنسان الذي لم ينل وطره من العلم؛ سريع الغضب سريع التهور وسريع الفهم الخاطيء. يستوعب على حسب مداركه فلا يفهم فتجده يرد عليك بجواب مبهم مجروح جارح. هو رهيف في أرضيته ولكنه غليظ في نتائجه . تماما كالورقة الشفافة التي تخرج لنا كل نقاط الحبر مضاعفة فيبدو منظر الحروف ركيكا و غليظا تشوبه ثقوب...
لذلك ترى شعوبا متعلمة متينة رزينة صامدة تتجاوز الصعاب والازمات بتعقل واستحكام واستراتيجيات متقنة.. وشعوبا هوجاء رعناء خرقاء تتعامل مع الأزمات بكثير من العبث والهرج والعنف حتى الموت.
ليس عبطا أن يقول عز وجل من قائل : هل يستوي الذين يعلمون و الذين لايعلمون" ...؛
فبين هذا و ذاك أرضية صلبة من العلم و ما العلم إلا رحمة من الله و وعد متين يقف عليه الصالحون.


وهل حامل الكتاب كحامل الحجر؟؟؟
رابط مختصر
6‏/10‏/2019 19:45
أترك تعليقك
0 تعليق
*الاسم
*البريد الالكترونى
الحقول المطلوبة*

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

ان كل ما يندرج ضمن تعليقات القرّاء لا يعبّر بأي شكل من الأشكال عن آراء أسرة "الحرية تي في" وهي تلزم بمضمونها كاتبها حصرياً.