على إيقاعات الأمطار ودفء الحضور، وفي فسحة مكانية تربط ما بين مقامات الريشة واللوحة وينابيع الكتابة والسرد، نظم منتدى الحوار للفنون والثقافات بمدينة شفشاون برواق بيرتوتشي لقاءً أدبيا لتقديم وتوقيع رواية "هكذا تحدثت الشجرة" للفنان والمسرحي والروائي أنس العاقل، بمشاركة الأستاذين: الشاعر عبد الكريم الطبال والقاص والكاتب المسرحي محمد زيطان، وبتنسيق من عبد الجواد الخنيفي.
وبكلمات تقطر حكمة وتمضي كما النّهر السّلسبيل تحدث الشاعر عبد الكريم الطبال عن رمزية الشجرة في العمل الروائي لأنس العاقل، وحضورها في الإبداع العربي والعالمي وارتباطها بأعمال العديد من الأدباء، كبول فاليري وراينر ماريا ريلكه ولوركا وجوزيف كونراد وغيرهم، مستحضرا أبعاد ودلالات وفصول "هكذا تحدثت الشجرة" التي كُتبت بلغة شفافة ومسحة شعرية، ستفتح مسارا جديدا في حياة الكاتب إلى المزيد من الإبداع.
وضمن قراءته المعنونة بـ"هكذا تحدثت الشجرة..أو صورة السارد المتجددة"، لفت القاص والكاتب المسرحي محمد زيطان الانتباه إلى بعض المفارقات الدلالية التي يقوم عليها العنوان كأرضية لمقاربة نظرة السارد إلى العالم، عبر عدة مكونات نصية تختزل سمتي الانفصام والانشطار، وكذا الشخصيات والأحداث ومستويات اللغة..
وأكد زيطان أن شخصيات الرواية تبرز عاجزة متوترة في مسيرتها، مقاربا شخصية "عبدو" باعتباره بطلا إشكاليا يحاول اصطياد بؤر الضوء في عالمه السوداوي.
من جانب آخر تطرق المتحدث نفسه إلى قضية تداخل الأجناس الأدبية والفنية في الرواية، من خلال استحضار التكثيف القصصي والبوح الشعري والحوار الدرامي والتقطيع السينمائي...قبل أن ينتقل إلى النقطة المحورية في ورقته، والمتعلقة بتداخل السير ذاتي بالتخييلي، راصدا بعض العتبات النصية التي لها علاقة وثيقة بحياة المؤلف، تلك العتبات المحركة أساسا لفعل السرد ولسلطة الذاكرة.
وأفصح الفنان والمسرحي والروائي أنس العاقل عن أن عمل "هكذا تحدثت الشجرة" كتب نفسه بنفسه، إذ لم تدر بخلده أبدا كتابة رواية، وزاد: "كان لدي بعض الفائض من الخيال لم يسعه الفن المسرحي..ولم يعد الفنان بداخلي يرْضِي نهمه، فخرج عن طريق البوح السردي بعد التماعات خاطفة لاحقت أثرها".
وأضاف أنس: "كان العمل في البدء قصة قصيرة، وشيئا فشيئا بدأ يرسم مساره نحو الرواية...وكذلك كان حديث الشجرة، أسمعه فيعبرني ليتشكل من خلال الكلمات والصور والاستعارات البلاغية. فلسنا دائما من يختار الكتابة، أحيانا هي التي تختارنا".
لا توجد تعليقات في هذه الصفحة.. كن أنت أول المتفاعلين!