المقاطعة مستمرة ...

الحرية تي في - الحرية تي في آخر تحديث : 25‏/4‏/2018 16:08

طارق علوض

علوض.jpg (25 KB)

- المقاطعة الوحيدة التي كان و مازال ، يعرفها الشعب المغربي جيدا ، هي الصراع الأبدي بين الفرّاشات، "طِراسات ديال القهاوي" ،الأسواق والعشوائيات .. من جهة، وبين أعوان السلطة ، المخازنية و القياد .

فتحيين حديث للعقل المغربي ، أظهر نوعا ذكيا و حضاريا من المقاطعة الجديدة ، لمجموعة من أغوال الشركات المتوغلة في السوق الإستهلاكية.. ففي نهاية التسعينيات ، كان من المستحيل الضغط على أغوال الشركات عن طريق المقاطعة .. و الدليل، لقد تجاوزت بكية لخميرة عتبة 50 درهم، بعدما كان ثمنها الأصلي 2,5 درهم في السوق، علماً أن اللجوء إلى لخميرة البلدية " قاضي الغراض " .. نفس الأمر حدث مع بكية الملحة...ضدا في " الملحة الحيّة "، أما اليوم، و مع تأثير وسائل التواصل، قد يُصبح خيار المقاطعة مُجْديا و ضاغطا على أغوال الشركات التي تستنزف جيوب المغاربة.

لكن ، مجموعة من الأسئلة تؤرق المهتمين بالمقاطعة ..لماذا المقاطعة في هذا الوقت بالذات ؟ كيف انطلقت في مجموعة تواصلية مغلقة ؟ و لماذا استهدفت علامات تجارية دون غيرها ؟ و من هي الجهة التي تقف وراء الحملة ؟ و هل المقاطعة مسيّسة بتلكومند حزب ما ؟!

لقد بدأت الحملة ، والعُهدة كما حكى لي ناشط فايسبوكي ، واكب النقاش في مجموعة فيسبوكية رجالية ، وأكد أن أغلبهم غير متحزب ؛ دون أن يستطيع الجزم يقينا بذلك؛ كان بطريقة عفوية..وأضاف أن حملة المقاطعة للمنتوجات الاستهلاكية لا علاقة لها بأي حسابات سياسية أو انتمائية، وأن الاختيار وقع على كل من "افريقيا" و"سيدي علي" و"سنطرال" بموجب استفتاء فايسبوكي داخل المجموعة، أفرزت نتائجه إعلان مقاطعة 3 شركات فقط، لتركيز الحملة وترك بدائل للمستهلكين المغاربة، فيما تنتظر باقي الشركات المصنعة، نفس الهجوم الشرس في حالة استمرت في تجاهل إرادة الشعب. وختم كلماته، أن كل من حاول تسييس الحملة أو الركوب عليها، فهو خارج من دائرة الدفاع عن مصلحة المواطن والمستهلك المغربي.

بانطلاق الحملة ظهرت أصوات ضدها، وهذا حق مطلق لكل مواطن أن يساند أو يعارض شريطة أن يكون موقفه صادر عن إرادته الحرة التي تكون انعكاسا لواقعه اليومي المعيش هو وذويه، ففي جميع الحالات تقافة المقاطعة ستساهم حثما في تطوير مجال ضغط المستهلك على جشع المنتج في طريق تأسيس المقالة المواطنة في أدق أبعاد مفهوم المواطنة.

تضارب الأراء حول الحملة، وتعدد القراءات حولها، لا يعني سوى شيء واحد هو أن المقاطعة على الطريق ...المقاطعة مستمرة. 

المقاطعة مستمرة ...
رابط مختصر
25‏/4‏/2018 16:08
أترك تعليقك
0 تعليق
*الاسم
*البريد الالكترونى
الحقول المطلوبة*

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

ان كل ما يندرج ضمن تعليقات القرّاء لا يعبّر بأي شكل من الأشكال عن آراء أسرة "الحرية تي في" وهي تلزم بمضمونها كاتبها حصرياً.