د. أمينة مدرك

● س: لا ادري لماذا كلما تحدثنا عن تدهور حال أوضاع العرب المادية يذهب الجميع إلى جواب سخيف "سبب تخلفنا هو الإبتعاد عن الدين"!!!!
لا أدري أبدا مادخل الدين في موضوع دنيوي وصل مؤشره عقارب نازداك!!؟؟

• ج: اذا اعتبرنا الدين فاقول ان التشدد في الدين والتطرف هو ما جعل من منطقة الشرق الأوسط بؤرة مخيفة يهرب منها المستثمرون والمصنعون من العالم؛ ليتركوا كل زمام الامور بيد امريكا. لولا الوهابية بالمملكة السعودية مثلا لكانت المملكة اكبر بلد للصناعات في العالم بسبب سيولتها الهائلة؛ التي نضبت بقدرة قادر ، فجاة بعد وفاة الملك عبد الله ؛ و التي تتكلم عنها ملفات باناما.

الدليل على كلامي هو أن دولة الامارات صارت منطقة صناعية بامتياز لما فيها من تفسخ وفسق يستهوي الغرب. يبدو انكم تسبحون عكس التيار اصدقائي وانظروا هل البعد عن الدين او الاقتراب منه يعتبر مؤشرا حقيقيا!!؟؟

● الحقيقة أنه بين الشرق والغرب فجوة علم شاسع. فاذا اردنا اليوم ان نصنع سيارة عربية مثلا، لابد من جلب الطاقات من المانيا او إيطاليا او تركيا او الصين او امريكا او اليابان وغيرها من دول الAutomative. واتكلم عن الطاقات البشرية التي هي اغلى بكثير من التكنولوجيا التي يمكن اقتناؤها بالمال. بكلام ابسط : اذا اردنا استقطاب مهندسين من المانيا ليشرفوا على عملية التصميم و التصنيع سيقولون لك :نحن نخاف من التطرف الديني. لاحظوا لا نتكلم عن الارهاب /وتلك قضية اخرى/ ولكن نتكلم فقط عن التزمت وعدم استيعاب ثقافات اخرى. وباتالي فانا لا استطيع ان احكم على مهندس ألماني ان ياتي ببناته الصغيرات ليتنقبن بموجب القانون او مهندسات ولا يستطعن ممارسة حياة مستقلة فلا يخرجن الا بمحرم أو سائق دعونا نكون واقعيين وأكاديميين أكثر .

اذن الحل الذي كان يفترض ان يكون هو ان تكون الدول العربية جندت ابناءها لتكوين علمي اولا ثم مهني و هندسي وميكانيكي وصناعي و تقني حتى تحقق الاكتفاء الذاتي من الطاقات المنتجة للتكنولوجيا وليس للشعر والأدب.

ما حدث انهم دثروا ابناءهم في البيوت ؛وحتى اذا ما خرجوا خرجوا بالصقور يناجونها في الصحراء ؛ و جلبوا العمالة من الخارج و الاكل من الخارج والسيارات من الخارج ؛ووضعوا كل شيء في يد الاجانب؛.
أراهن من قال ان بلاد العرب في يد العرب.
من اعطاني شركة أسهمها عربية 100% اراهنه.

• اذن الدين اصدقائي هو ان العمل عبادة و الحياة دنيا ودين. وكم يسعدني ان ارى مصمم طائرات مسلم. فقد مللنا من الداعية فلان وعلان. كل العالم مبلغون. و الاسلام يبلغ عنه القران الكريم في ستين حزب كاملة.
هذا رايي والله اعلم.