أكد شو دونيو مدير عام منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة "الفاو"، اليوم، تواصل ارتفاع مستويات الجوع في القارة الإفريقية على الرغم من التعهدات السابقة لرؤساء دول القارة بالقضاء على الجوع في بلدانهم، مشددا على الحاجة العاجلة لضرورة التصدي لهذه الأزمة ذات النتائج المركبة والمدمرة.

وأوضح دونيو، في كلمة خلال افتتاح الدورة 33 لمؤتمر "الفاو" الإقليمي لإفريقيا بالرباط المغربية الذي يستمر ثلاثة أيام، أن إفريقيا التي تنعم بموارد طبيعية كبيرة وتمتلك إمكانيات استثنائية وبها أكبر مساحة زراعية بالمقارنة مع القارات الأخرى، تعتبر أكثر القارات تسجيلا لأعلى مستويات الجوع بين السكان، معربا عن خشيته من توسع خارطة الجوع لتشمل فئات اجتماعية ودولا أخرى، لا سيما في ظل الصراعات المسلحة والتغيرات المناخية في أنحاء واسعة من إفريقيا.

ونوه المسؤول الأممي إلى أن مستقبل الأمن الغذائي في إفريقيا يمر عبر اعتماد شراكات دولية في مجال الزراعة والغذاء، لافتا إلى أن أكثر من مليار شخص في القارة، من إجمال عدد سكانها المقدر بـ1.5 مليار نسمة، يفتقرون إلى أنماط غذائية صحية، ويواجهون مستويات مختلفة من الجوع، الذي يدفع السكان للهجرة، وللانخراط في العصابات المسلحة والإجرام وغيرها من الظواهر الاجتماعية الخطيرة.

وأبرز أنه قبل 10 سنوات صدر إعلان "مالابو" بشأن النمو والتحول الزراعي المتسارع من أجل الرخاء المشترك وتحسين سبل العيش، حين أكد القادة الأفارقة التزامهم بالقضاء على الجوع، مبينا أنه رغم هذه السنوات لا تزال معدلات الجوع في ارتفاع.

ودعا مدير عام منظمة "الفاو" إلى ضرورة التحرك العاجل لضمان توفر مستويات كافية من الغذاء لسكان القارة الإفريقية، لا سيما في ظل التقلبات التي تشهدها الأسواق العالمية للمنتجات الزراعية والأساسية، وعدم قدرة عديد الدول على توفير السيولة المالية اللازمة للتزود بحاجياتها الغذائية من الخارج.

تجدر الإشارة إلى أن مؤتمر "الفا" الإقليمي لإفريقيا يمثل فرصة هامة للدول الإفريقية لمناقشة حلول عملية لضمان أمنها الغذائي وتحسين إنتاجها الزراعي، ويشارك في أعماله مندوبون من جميع أنحاء القارة، بينهم وزراء الزراعة ومسؤولون آخرون في مجالات المالية والتجارة والصناعة والغابات والصيد البحري والبيئة والعلوم والتكنولوجيا والصحة.