بعد تأكيد وزير الشؤون الخارجية على أن الحكومة تجري دراسة بتنسيق مع السلطات الصحية لترتيب إجراءات عودة المغاربة العالقين في الخارج إلى المغرب، ابتكر أنس العراس، وهو مهندس وباحث مغربي مقيم بأوروبا، منصة رقمية تمكّن من توفير معطيات دقيقة حول المغاربة العالقين في الخارج.
المنصة الرقمية التي أطلقتها مجموعة GrowIN Holding، التي يديرها العراس، قبل يومين، ستمكّن المغاربة العالقين في الخارج من تسجيل أنفسهم والإخبار عن وضعيتهم، وتقديم طلباتهم قصد العودة إلى المغرب؛ وهو ما سيسهّل مهمة القنصليات والسفارات أثناء ترتيب عملية إعادتهم إلى المغرب.
وأوضح أنس العراس، أن هذه المنصة الرقمية لديها مجموعة من الوظائف؛ أولاها أنها تمكّن من إحصاء عدد المغاربة العالقين في الخارج بشكل دقيق، بعدما تضاربت المعلومات المقدمة حتى من طرف السلطات الحكومية حول عددهم. كما ستمكّن المنصة من تسهيل تواصلهم مع السفارات والقنصليات المغربية، فضلا عن أن المنصة تمكّن من إجراء اختبار صحي عن بعد، للتعرف على الوضعية الصحية للمسجلين فيها.
وأوضح العراس، وهو طيّار سابق ومهندس باحث حاليا، تم توشيحه بوسام ملكي سنة 2014 تتويجا لأبحاثه العلمية بكوريا الجنوبية، أن المنظومة التي تتعامل بها سفارات أغلب الدول في العالم تقليدية، وعندما ظهرت جائحة فيروس "كورونا" المستجد، تبيّن أن هذه المنظومة بحاجة إلى تطوير، خاصة أن سفارات كل الدول كانت مضطرة إلى إعادة آلاف الأشخاص إلى بلدانهم في وقت وجيز.
كانت هذه هي النقطة التي انطلق منها العراس والفريق الذي اشتغل معه في إعداد المنصة الرقمية الرامية إلى تيسير عملية إعادة المغاربة العالقين في الخارج، مؤكدا أن هذه المنصّة ستتيح للسلطات المغربية بيانات دقيقة حول أعداد المغاربة الراغبين في العودة إلى المغرب، خاصة أن هناك مغاربة يوجدون في بلدان لا تتوفر فيها بعثات دبلوماسية مغربية، كما ستسهّل مأمورية السفارات والقنصليات خلال ترتيب عملية الإعادة.
وأردف المتحدث ذاته أن المنصة الرقمية الخاصة بتسهيل إعادة المغاربة العالقين في الخارج ستمكّن في البداية من تدبير المعطيات والبيانات المتعلقة بهم، بشكل ممركز Gestion centralisée، وبعد ذلك تتم معالجة البيانات، التي ستكون متاحة للسفارات والقنصليات، بحسب الدول التي يتواجد فيها المغاربة الراغبون في العودة، مشيرا إلى أن هذه العملية ستمكّن من التعرف ليس فقط على عدد المغاربة وأماكن تواجدهم، بل أيضا الإحاطة علما بالمشاكل التي تواجههم، مثل انقضاء مدة صلاحية التأشيرة، وغيرها.
وبخصوص وظيفة التعرف على الوضعية الصحية للمسجلين في المنصة، أوضح العراس أن هذه الوظيفة تراعي المعايير التي وضعتها منظمة الصحة العالمية، إذ يُجرى للمسجّل في المنصة تحليل من خلال الإجابة عن أسئلة استمارة معدّة لهذا الغرض، وبناء على أجوبة المعني بالأمر تقدم له نصائح حول ما ينبغي عليه القيام به، حيث يمكن التعرف حول احتمال أن يكون مصابا بعدوى فيروس "كوفيد-19"، كما يتم إعلام السفارة أو القنصلية التي يوجد في نطاقها.
وحسب الإفادات التي قدمها الباحث المغربي الذي سبق أن اشتغل في عدد من الدول، مثل كوريا الجنوبية واليابان وألمانيا وكندا والسعودية وقطر، فإن المنصة الرقمية ستسهّل مهمة تواصل البعثات الدبلوماسية المغربية مع المغاربة العالقين في الخارج، إذ يمكن أن تبث المعلومات التي تودّ أن توصلها إليهم عبر المنصة، وتصل إلى الجميع دفعة واحدة، بدل الاتصال بكل شخص على حدة.
وأشار إلى أن هناك إقبالا كبيرا أكثر من المتوقع للتسجيل في المنصة من طرف المغاربة العالقين في الخارج، بعد ست وثلاثين ساعة من إطلاقها، مضيفا: "هذا العمل نعتبره واجبا وطنيا، وهو مساهمة في الجهود التي يبذلها بلدنا لمحاصرة جائحة كورونا بدون مقابل".
لا توجد تعليقات في هذه الصفحة.. كن أنت أول المتفاعلين!