دعا رئيس الوزراء الباكستاني "عمران خان" الهند إلى الحوار، وذلك عقب اجتماع لهيئة القيادة الوطنية المسؤولة عن اتخاذ القرارات بشأن القضايا النووية قائلا " علينا ان نجلس معا و نتحاور من أجل حل هذا الخلاف مع الهند "، مؤكدا أن بلاده مستعدة للتحقيق في حادث تفجير حافلة الجنود الهنود، داعيا إلى التحلي بالحكمة والتعقل لحل الخلاف بين البلدين،
ولم يفوت عمران الفرصة للفت الإنتباه لعواقب أية مناوشات أو التحاقات مسلحة بين البلدين، مشيرا إلى أنه "غير مسموح لهما بأي خطأ في الحسابات، بالنظر لإمكاناتهما العسكرية".
وكانت حدة الخلاف بين الهند وباكستان قد تفاقمت منذ تفجير منتصف الشهر الحالي، والذي استهدف قافلة هندية في الشطر الهندي من إقليم كشمير، وخلف مقتل أكثر من 40 عسكريا هنديا من القوات الاحتياطية المركزية، فيما أعلنت جماعة "جيش محمد " مسؤوليتها عن الهجوم، مما دفع نيودلهي لتقديم مذكرة دبلوماسية لإسلام آباد تطالبها بالتحرك ضد الجماعة المذكورة، بزعم انها تنشط انطلاقا من أراضي باكستان ، هذه الأخيرة نفت المزاعم الهندية التي لا تستند إلى أي تحقيقات وأعلنت بعدها منح الجيش الباكستاني الضوء الأخضر للرد على أي "عدوان هندي".
ورغم نفي باكستان لأي تورط في التفجيرات، شنت الهند غارات جوية داخل باكستان، قرب خط الهدنة في كشمير، مما أدى الى قتلى وجرحى مدنيين في القرى الباكستانية، الشيء الذي دفع اسلام اباد الى الرد وإسقاط مقاتلتين هنديتين اعترضهما سلاح الجو الباكستاني وتم أسر طياريهما .
التصعيد بين الجارتين النوويتين، الهند وباكستان، أشبه بمباراة كريكيت عسكرية، والجمهور في كلا الجانبين، تدعم هيجانه وسائل الإعلام الرسمية ، ففي الجانب الهندي، خرج متظاهرون هنود، للتعبير عن فرحتهم عقب الغارات الهندية على قرى الشريط الحدودي، ووزعوا الحلوى احتفالا بالحدث/ الغارة ،في حين رد الجمهور الباكستاني بالمثل ،وخرج منددا بالاعتداءات الهندية والسياسة المتبعة من طرف الهند في كشمير،في الجهة الخاضعة لسيطرتها، معتبرين كشمير إقليما محتلا، وتم إحراق العلم الهندي وترديد "الموت للهند ". ومهما يكن ، فإن المتضرر الأكبر هو عملية السلام والتعايش السلمي بين شعبين أنهكتهما الحروب، منذ استقلال الهند وميلاد دولة باكستان، إذ تسببت مشاكل إقليم كشمير المتنازع عليه، إضافة الى الهجمات الارهابية من جماعات متشددة في عرقلة عملية السلام كل مرة، ويتمنى الجميع هذه المرة ،أن تنصت الهند لصوت العقل وتجلس على طاولة الحوار، بعيدا عن المزايدات الانتخابية، التي يرى مهتمون ومراقبون للوضع انها السبب الأكبر للتصعيد الهندي مع قرب موعد الانتخابات وحاجة رئيس الوزراء ناريندرا مودي للدعم الانتخابي .
لا توجد تعليقات في هذه الصفحة.. كن أنت أول المتفاعلين!