يبدو أن الرئيس المصري عبد الفتاح السبسي لم يرتو بعد من شلال دماء المصريين ، فبعد سلسلة الاعدامات الاخيرة ، نفذت وزارة الداخلية المصرية صباح أمس الأربعاء حكم الإعدام شنقا بحق 9 شباب معارضين ينتمون لجماعة الإخوان المسلمين بتهمة اغتيال النائب العام السابق هشام بركات رغم مناشدات المنظمات الحقوقية والنشطاء المدافعين عن حقوق الإنسان لوقف تنفيذ هذه الإعدامات .خاصة وان المتهمين أقروا بان اعترافاتهم كانت تحت وطأة التعذيب ،إذ أقر بعضهم خلال جلسات محاكمتهم بأن اعترافاتهم كانت بفعل التعذيب، بل إن واحدا من الشباب التسعة الذين أعدموا واجه القاضي قائلا :" اديني صاعق كهربا وانا اخلي اي واحد من اللي واقفين هنا يعترف انه هو اللي قتل السادات و فيديوهات الاعترافات تمت كلها نتيجة الإكراه والتعذيب!"

وتعود واقعة الاغتيال التي أعدم بسببها الشباب التسعة الى سنة 2015 حيث انفجرت سيارة مفخخة في موكب النائب العام السابق هشام بركات في مصر الجديدة بعد مغادرته محل إقامته في اتجاه مقر عمله ، وأسفرت عن مقتله مع بعض مرافقيه .

هذه الإعدامات التي لم يتراجع النظام عن تنفيذها رغم المناشدات الحقوقية يرجعها البعض إلى كون الرئيس السيسي يريد ارسال رسائل لجهات معينة ، لكن السؤال الذي يطرح نفسه هو : "لمن يوجه السيسي رسائله السياسية المكتوبة بالحبر الدموي ؟

أغلب التيارات الإسلامية واغلب الزعماء والمعارضين هم خلف القضبان والباقي مجرد كراكيز للنظام يحركها كيفما يشاء !

فإذن، ما دام السيسي هو اللاعب الوحيد في الميدان بصحبة الجوقة المرافقة له ، لماذا لم يتوقف حصد أعناق الشباب ؟ أليست حتى هذه الانفجارات التي تحدث في مصر هنا وهناك مؤشرا عن مسرحيات سياسية بإخراج ضعيف ومثير للاشمئزاز؟

والمثير في كل ما يجري ويدور في مصر، التي كانت الى وقت قريب أما للدنيا أن ابنة النائب المصري القتيل هشام بركات برأت ذمة الشباب قبل تنفيذ الاعدامات وأعلنت عن برائتهم من دم والدها ، لكن مقصلة الإعدام لم تجبن ولم تتوقف الى أن حصدت رؤوس الشباب التسعة! فإذن ، يحق لكل متتبع للشأن المصري ترديد سؤال وجيه : إلى أين تسير مصر في عهد السيسي ؟ ومن يعطي الضوء الأخضر والشجاعة لنظام فقد مصداقيته لدى المواطن المصري ؟