كانت الأقمار الصناعية التقليدية في السابق ضخمة، حيث يمتد طولها لبضعة أمتار ويبلغ وزنها أطنانا، وكان حجم ألواحها الشمسية بحجم حافلة.
لكن قبل عشرين سنة، قرّر كل من روبرت تويغز وجوردي بويج سواري، وهما أستاذان محاضران في الهندسة، أن طلبة الدراسات العليا بحاجة إلى تحد جديد.
وإلى هذا يشير تقرير لمجلة وايرد الأميركيية، التي استعرضت التحدي الذي واجه هؤلاء الطلاب لبناء قمر صناعي لا يزيد حجمه عن صندوق للأطفال.
وكان لهذا التحدي الفضل في بناء نوع جديد من الأقمار الصناعية التي أُطلق عليها اسم "كيوب سات" من المتوقع أن يتم إطلاقها خلال العام 2019.
التقرير أشار إلى أن هذه الأقمار الصناعية صغيرة الحجم ستشكل ثورة اقتصادية في جميع أنحاء العالم وستكون رخيصة الثمن، خاصة وأن تكلفة صناعتها وإطلاقها إلى الفضاء منخفضة، مما سيسمح للأشخاص بالحصول على النوع الذي يحوم في مدار أرضي منخفض مقابل مئة ألف دولار فقط بعد أن كانت تكلفة القمر الصناعي التقليدي تتجاوز نصف مليار دولار.
وأُسست شركة "بلانت لابز" الأميركية، وهي شركة ناشئة موجودة في وادي السيليكون سنة 2010، وتمكنت حتى الآن من تصنيع أكثر من 200 قمر صناعي، وهو يعتبر أكبر سرب من الأقمار الصناعية المكعبة الخاصة.
وبحلول سنة 2019، من المقرر أن تتمكن هذه الأقمار من التقاط مليون صورة عالية الدقة يوميا، لتغطي بذلك جميع أنحاء العالم كل 24 ساعة.
تجار السلع
وتوضح المجلة الأميركية أن هذه الأقمار الصناعية ستكون مفيدة بشكل خاص لتجار السلع بفضل الصور البالغة الدقة التي يمكن للكاميرات التقاطها من الفضاء، والتي ستسمح لتجار النفط باستخدام هذه التكنولوجيا لقياس امتلاء صهاريج النفط العائمة في الموانئ في جميع أنحاء العالم عن طريق قياس طول ظلالها.
وتضيف المجلة أن هذا التقدم التكنولوجي في تقدير كميات النفط يُمكن أن يحقق لهؤلاء التجار أموالا طائلة.
وعلى نحو مماثل، ستحقق هذه الأقمار الصغيرة فائدة اقتصادية كبيرة في تجارة باقي السلع، على غرار القمح والقهوة والصويا، مما سيساهم في إحداث تغيير في التوقعات الاقتصادية للمستقبل القريب، كما أنه من المتوقع أن تأخذ هذه التكنولوجيا التنبؤ الاقتصادي إلى مستوى جديد.
كاتب التقرير تيم هارفورد عبّر عن رغبته في أن يتم استخدام هذه التكنولوجيا المتطورة في مجالات أخرى غير تجارة السلع، وقال إنه منذ نحو 25 سنة، أدرك خبير اقتصادي يدعى أليكس بفاف أن الصور التي تلتقطها الأقمار الصناعية بإمكانها أن تحل اللغز بشأن علاقة المشاريع التنموية بإزالة الغابات في الأمازون.
لا توجد تعليقات في هذه الصفحة.. كن أنت أول المتفاعلين!