لا بد أن كل شخص منا قد شاهد فيلم "التايتانيك" يتذكر جيدا مشهد غرق السفينة؛
أجل ذلك المشهد بالذات لا ينسى، وفي جانب من السفينة كانت توجد فرقة موسيقية تعزف وسط جو من الفوضى والصراخ وأشخاص يجرون هنا وهناك بحثا عن حل للنجاة والبقاء على قيد الحياة، إنه مشهد يذكرني بما يعيشه الشعب المغربي وعددا من الشعوب العربية، ففي الوقت الذي يسعى فيه الشعب المغربي و عدد من القوى الحية في البلاد إلى إيجاد حل للأزمة التي تعيشها البلاد على كافة الأصعدة، نجد الدولة في المقابل تستخدم سياسة الآذان الصماء وتستمر في عزف ألحانها على جراح الشعب المتضرر متحاشية بذلك غرق السفينة...
فكل من يتأمل الوضع الداخلي للبلاد، الذي تشوبه عدد من الاحتجاجات في مدن مختلفة من المغرب، والتي تقابل بالإعتقال والأحكام القاسية في حق عدد من النشطاء الذين لا ذنب لهم سوى أنهم رفعوا صوتهم عاليا رفضا "للحكرة" وطلبا لأبسط ظروف العيش الكريم، وكذا إرتفاع نسبة الهجرة إلى الدول الأوروبية ودول الخليج من قبل الشباب العاطل الساعي إلى البحث عن حياة أفضل، وهجرة الأطر والأدمغة الباحثة عن فضاء يحتضن قدراتها وإبداعاتها في مختلف المجالات، محاولة الهرب من السفينة التي تغرق، أو ضجرة من الموسيقى التي تعزفها فرقتنا السياسية على ألحان معاناة شعبها. إضافة إلى الإرتفاع المتزايد في أسعار المواد الغدائية وفواتير الماء والكهرباء التي تؤرق كاهل المواطن البسيط، دون أن ننسى الخرق السافر لحقوق الإنسان والقانون الدولي في عدد من القضايا المرتبطة أساسا بقضايا سياسية أو قضايا الرأي أو حرية التعبير.
وفي معرض هذا الوصف، يجب ألا ننسى بعض القوانين التي تسعى إلى القضاء على آخر ما تبقى من أمل في مجال التعليم ومنها القانون الإطار الذي تمت المصادقة عليه مؤخرا، والذي يسعى إلى الضرب المباشر لمجانية التعليم و اللغة العربية.
إن هذا الوضع وغيره من تجسيد لكثلة المشاكل التي يعاني منها هذا البلد تجعلنا نتسائل، بكبير إلحاح هل ستنتهي قصة فرقتنا السياسية التي تعزف على أوثار جروحنا بنهاية فرقة سفينة التايتاتيك؟
لا توجد تعليقات في هذه الصفحة.. كن أنت أول المتفاعلين!