انطلقت يومه الأربعاء، بقصر الأمم بجنيف، أشغال المائدة المستديرة حول النزاع الإقليمي حول الصحراء المغربية بمشاركة وفد مغربي مكون من وزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي ناصر بوريطة، عمر هلال الممثل الدائم للمملكة المغربية لدى الأمم المتحدة بنيويورك، و حمدي ولد الرشيد رئيس جهة العيون- الساقية الحمراء، وينجا الخطاط رئيس جهة الداخلة – وادي الذهب، وفاطمة العدلي الفاعلة الجمعوية وعضوة المجلس البلدي للسمارة.
العديد من المحللين المهتمين بشؤون قضية الصحراء المغربية، كشفوا لـ “شوف تيفي” أن هذه المائدة المستديرة التي تجمع مسؤولين من المغرب وموريتانيا والجزائر والكيان الوهمي “البوليساريو”، من المنتظر ألا تخرج بنتائج مهمة، نظرا للموقف الجزائري المستضيف للكيان الوهمي جبهة البوليساريو على أرضه، مؤكدين في الوقت نفسه أن المغرب مقتنع بعدالة قضيته الوطنية ولهذا فإن الوفد المغربي سيقف أمام أي محاولات يائسة من الجزائر التي تعاني بسبب أزمتها الداخلية ومن الكيان الوهمي الذي ظهرت حقيقته للمجتمع الدولي عقب تورط قادته في فضائح اغتصاب.
– الموقف الجزائري لن يتغير في الظرفية الراهنة
أكد المحلل السياسي تاج الدين الحسيني أن المائدة المستديرة التي تجمع يومي 5 و6 دجنبر الجاري، مسؤولين من المغرب وموريتانيا والجزائر والكيان الوهمي “البوليساريو” من المتوقع ألا تخرج بنتائج إيجابية، نظرا للموقف الجزائري الذي لم يتغير “وظل على حاله”.
وأوضح تاج الدين الحسيني لـ “شوف تيفي” أن النظام الجزائري عليه الانخراط والقيام بدور فعال واستثنائي للوصول إلى حل سياسي مطبوع بالواقعية والفعالية وحفظ الأمن والاستقرار، مشيرا إلى أن قصر “المرادية” لن يسير في هذا الاتجاه، وسيحاول التشبث بتطبيق “الاستفتاء” الذي أصبح متجاوزا، ولازال يعتبر أن البوليساريو هو الممثل الوحيد للصحراويين بالرغم من أن الجزائر هي التي تستضيف هذا الكيان الوهمي فوق ترابها الوطني وتقدم له الدعم الدبلوماسي والعسكري.
وأبرز تاج الدين الحسيني أن وقوع تغيير في الموقف الجزائري هو أمر غير متوقع في الظرفية الراهنة، لأن عناصر النظام الجزائري ما تزال متواجدة حاليا، حيث يتحكم الجيش الجزائري في مقاليد الحكم بواسطة إطار سياسي يتمثل في “جبهة التحرير”، بالإضافة إلى بقاء عبد العزيز بوتفليقة بكرسي الرئاسة واستعداده إلى الترشح لولاية خامسة، مؤكدا في الوقت نفسه أن الضغوطات الدولية من المنتظر أن تلعب دورا ضئيلا بسبب الموقف الجزائري.
وشدد الحسيني على أن يتفادى المغرب، بمزيد من الحكمة والذكاء، الخروج عن المعايير الدولية والأممية التي تم اعتمادها إلى حدود الساعة، وذلك قبل الاجتماعات الخاصة بشهر أبريل المقبل والتي من المحتمل أن تتسمك بها “الولايات المتحدة الأمريكية” بعدم تجديد عمل بعثة “المينورسو” وهو ما يعني العودة إلى نظام “أحادي القطبية” والذي ستستغله لفرض حل معين بالمنطقة.
– المائدة المستديرة لن تخرج بنتيجة بسبب مشاكل الجزائر الداخلية وتورط قيادات البوليساريو في قضايا الاغتصاب والتعذيب
أكد الدكتور عبد الفتاح الفاتحي، الخبير الاستراتيجي في الشؤون المغاربية، أن المائدة المستديرة من المنتظر ألا تخرج بنتائج جديدة، لأن المفاوضات لن تسهم في الوصول إلى حل، وإنما ستكون مرحلة أخرى من مراحل إطالة مدة النزاع، وذلك واضح من خلال مواقف وفد جبهة البوليساريو الذي أعاد التأكيد على المواقف “الراديكالية” السابقة، وهو ما يخالف قرارات مجلس الأمن، وخاصة القرار رقم 24-40 الذي أكد على ضروة الدخول في مفاوضات دون شروط مسبقة.
وأبرز الفاتحي لـ “شوف تيفي” يومه الأربعاء، أن موقف الوفد الجزائري واضح بعد تأخر الرد الرسمي لقصر “المرادية” على المبادرة الملكية لإحداث آلية سياسية مشتركة من أجل فتح الحدود وتطبيع العلاقات، وهو ما يؤكد أن الجزائر ماضية في سياسة الهروب إلى الأمام خاصة بسبب وضعها الداخلي ومرحلة تدبير مرحلة ما بعد “عبد العزيز بوتفليقة” وكيفية تدبير مرحلة الانتخابات الرئاسية شهر أبريل المقبل وإن كان بوتفليقة سيحصل على ولاية خامسة أو التفكير في شخصية أخرى متفق عليها، مؤكدا وجود أزمة سياسية داخلية بالجزائر وخاصة بحزب جبهة التحرير الوطني، بالإضافة إلى وجود مشاكل اجتماعية واقتصادية تجعلها عاجزة عن الحصول على بوصلة سياسية تمكنهما من تحقيق “النضج” للتعاون سواء في الإطار الموجه من طرف الأمم المتحدة أو من خلال ربط علاقات ثنائية مع المغرب من خلال الرد على آلية المبادرة الملكية الخاصة بفتح الحوار.
وشدد الخبير في الشؤون المغاربية على أن الجزائر التي ليست لها رؤية وقدرة على التفاوض مع المغرب دون وساطة دولية، لن تكون لها بوصلة سياسية للذهاب بعيدا في قضية تعتبر هي الأكثر تعقيدا على المستوى الدولي، مشيرا إلى أن جبهة البوليساريو الوهمية تعيش هي الأخرى نفس الوضع الجزائري، حيث تعيش مشاكل سياسية داخلية، خاصة على مستوى القيادة التي لم تعد محط إجماع بسبب المتابعات القضائية الدولية نتيجة تورطهم في حالات الاغتصاب، بالإضافة إلى أن هذا الكيان الوهمي أصبح اليوم يشكل نقطة سوداء بالقانون الدولي لأنه لا يمكن تأسيس دولة داخل دولة ولا يمكن السماح كذلك لهذه الجمهورية الوهمية بإنشاء مؤسسات ستتورط في تعذيب المعارضين والقيام بانتهاكات خطيرة.
– لقاء جنيف لن يخرج بجديد واللقاءات المقبلة كفيلة بحسم هذا النزاع
ومن جهته، أكد عمر إفضن الباحث في الشؤون الصحراوية والذي انتهى مؤخرا من كتابة كتاب “البوليساريو بين الحقيقة والخيال”، أن المائدة المستديرة لن تخرج بجديد، نظرا للعديد من المعطيات من بينها طبيعة اللقاء والذي يتميز بحضور أطراف أخرى لأول مرة، ويتعلق الأمر بالجزائر وموريتانيا.
وأشار إفضن إلى أن اللقاءات القادمة من المنتظر أن تكون كفيلة بحسم هذا النزاع، نظرا للإكراهات التي قد تعاني منها المنطقة برمتها نتيجة لاعتبارات أمنية ، وأيضا بسبب مصالح أطراف إقليمية .
لا توجد تعليقات في هذه الصفحة.. كن أنت أول المتفاعلين!