تأملات: الطيبة في هذا الزمان.... أهي داء أم دواء ؟

الحرية تي في - بشرى منكاوي آخر تحديث : 18‏/9‏/2019 07:42


3a1dc5623c590deeecb16f21a89f8f7c.0.jpg (12 KB)

تجمعنا الأيام بالكثير من الناس ، وتجبرنا على التعامل معهم  في كل مكان منتشرون، حتى أنهم مختلطون حد التشابه، فيغمرهم النسيان، ولا يبقى في الوجدان سوى صاحب القلب الطيب، وهنا في مقالي هذا سنتطرق لمعنى الطيبة.  

نعني بالطيبة سلامة الصدر،  وصفاء النفس، ورقة القلب،  ويتصل هذا الخلق بإستمرار التزكية للنفس، تم تنعكس أثاره على السلوك أخوة و سماحة و سكينة ووفاء.

تنظر شريحة كبيرة من المجتمع، أن طيب القلب هو إنسان ضعيف، أو سخيف، أو لا يمتلك شخصية، لأنه قسوة الناس عليه و إستغلالهم له، يسامحهم و يبتسم في وجوههم، و كذلك القلب دائم التعرض للظلم. إذا ماهي الطيبة؟ وهل تعتبر نقص في الشخصية؟ 

الطيبة هي من أسمى الخصال، التي يمتلكها البشر عامة، و هي صفة تلازمه مادام هو مؤمن بها فهي نابعة من القلب، و مرسومة على الوجه من الصعب أن يخفيها أو يبدلها بالكراهية، بيده أن يستغل الناس بها، و بيده أن يجعل الناس تستغله من خلالها... إن الطيبة لا تعبر عن بالشخصية أوعن الضعف أو السكوت إنها تعبر عن روح السلام و التسامح بين الناس .

الطيبة ... هي من أسمى المعاني الإنسانية،  التي تعبر عن خلق الإنسان و سماحته و رقته في علاقته مع الآخرين.... معنى إختفى كثيرا من عالمنا الذي أصبح الكثير لا يحترم إلا من يعتقدون بأنهم مصدر خوف و قلق لهم.

فالإنسان الطيب يتمنى الخير للجميع، ويشارك الأخرين ألامهم أحزانهم ويساندهم... وفي المقابل لا يحصل على قدرة فيتألم و تشعر بمرارة الجحود و الجفاء.. فالطيبون دوما يتعذبون من أجل كلمة صادقة.

إن الإنسان طيب القلب،  أسير أخلاقه وتربيته وقيمه، فدائما يفعل مابوسعه لكسب رضا الأخرين. 

الطيب طبيعته يتواجد داخل الإنسان الحساس. إنسان يشعر بألم وأحزان غيره ويؤلمه أن يراهم يعانون. لذلك يشاركهم هذه المشاعر وكأنه هو من يعاني هذه الآلام. ولكنه في نفس الوقت سريع الأذى لانه يملك إحساساً مرهفاً ومشاعر رقيقة وقلب طيب. ويعتقد أن كل من حوله مثله فإذا به يفاجأ بطعنات من أقرب الناس إليه. يتألم . . يحزن . . ويبكي . . إنه انسان لا يعرف الحقد ولا يعرف الضغينة ولا ينتقم ويسامح بسهولة. لذلك ترى البسمة دائماً على محياه رغم ما يعانيه. يطوي الصفحات السوداء داخل قلبه. و يجعل من دمعاته البيضاء غطاءً لهذا السواد. حتى لا يلوث السواد قلبه وطيات أحاسيسه النقية..

ميزة القلب الطيب أنه لا يملك صفحات سوداء. ولا يمكن تلويثه مع كل ما يعانيه من سواد حوله. سواد يحاول أن يمد غيومه القاتمة ليغطي بياضه. سواد يريد أن يسرق البسمة التي تظهر رغم الألم. سواد يريد أن يسرق من قلبه الطيبة التي تشع من عينيه. لا أيها السواد.. لن تأخذ منه الطيبة. بل سيجعل من بياضه وطيبته سحابه نقية. تعلو فوق الغيوم السوداء الملبدة بالحقد والكره والأنانية. لتمطر عليها طيبة ومحبة وطهارة وصفاء. لعلها تزيل من القلوب السوداء بعض ما خلفته الأيام من سواد. 

إن الطيبة نعمة من الله عز و جل يهبها لمن يشاء سبحانه، فالإنسان الطيب يستطيع أن يحقد و يتعامل بأنانية و جفاء لكنه لا يتسطيع! لأن مكوناته وتركيبته النفسية تمنعه من ذلك.

لماذا إختفت تلك الطيبة وأصبح الناس يتعاملون بالجحود و النسيان؟ بعد أن سيطرت عليهم كل أشكال الحياة المادية و المصالح، حتى إن حياتنا تحولت إلى اللون الداكن.

ويبقى الأمل ان تعود الطيبة، إلى قلوب الناس الذي تناسوا إنسانيتهم، فى زخم حياة لا قيمة لها، إلا بالحب و الصفاء و التسامح و الرحمة. 

تأملات: الطيبة في هذا الزمان.... أهي داء أم دواء ؟
رابط مختصر
18‏/9‏/2019 07:42
أترك تعليقك
0 تعليق
*الاسم
*البريد الالكترونى
الحقول المطلوبة*

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

ان كل ما يندرج ضمن تعليقات القرّاء لا يعبّر بأي شكل من الأشكال عن آراء أسرة "الحرية تي في" وهي تلزم بمضمونها كاتبها حصرياً.