تناولت العديد من أفلام الخيال العلمي روبوتات تعيش تحت جلد بشري، من أشهر “ترمينيتور” من بطولة أرنولد شوازرنغر و”بلايد رانر” للمخرج ريدلي سكوت، ولكن يبدو أن ما سنراه على الشاشة سيتحقق على أرض الواقع في المستقبل القريب.
ويطور العلماء من ميونخ في ألمانيا إلى اليابان حاليا جلدا صناعيا يغطون به أجساد الروبوتات، وذلك بغرض أن يكتسبوا ميزة لدى البشر وهي “حاسة اللمس” أو الشعور بالألم في بعض الحالات، وكذلك الإحساس بارتفاع درجات الحرارة، بحسب شبكة “سي إن بي سي” الأمريكية.
ويرى الباحثون أن تطوير شعور الروبوتات باللمس هو “المفتاح لجعل الروبوتات أكثر جاذبية بالنسبة للبشر”.
ويقول جون يانيس ألومونوس، الأستاذ في قسم علوم الكمبيوتر بجامعة ميريلاند أن “الجلد الصناعي يساعد الروبوتات على إدراك المحيط المتواجدة فيه بتفاصيل أكبر وبقدر أكبر من الحساسية، وهذا لا يساعدهم فقط على التحرك بأمان، بل يجعلهم أكثر أمانا عندما يعملون بالقرب من البشر، ويمنحهم القدرة على توقع الحوادث وتجنبها بنشاط”.
وتؤكد دانييلا روس، الأستاذة في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا، وتعمل كمديرة لمختبر علوم الكمبيوتر والذكاء الاصطناعي أن “الجلد الصناعي من الممكن أن يفتح أيضا المجال لإدراك الروبوتات للإشارات غير اللفظية، ويمكن دمجه مع حواس أخرى مثل البصر والسمع”.
وتقول موضحة: “نستخدم الملاحظات اللمسية للحصول على مزيد من المعلومات حول محيطنا، ولتعديل إجراءاتنا من خلال تلقي مدخلات مستمرة حول ما نلمسه ونتفاعل معه”.
وأشارت إلى أن الهدف من الجلد الصناعي هو “اتخاذ خطوة أولى نحو النجاح في تمكين الروبوتات من الحصول على بعض القدرات التي يتمتع بها البشر”.
لكن يواجه الجلد الصناعي في الوقت الحالي بعض المشكلات المتعلقة بتكلفة إنتاجه، وذلك لأن هذه الأجهزة التي تصنّعه باهظة الثمن، وهو ما قد يجعله متوافرا على الروبوتات في بعض المناطق من العالم.
أما بشأن إمكانية تصنيع جلد بشري للروبوتات، فإن جونغ أوه بارك نائب رئيس لجنة البحث في الاتحاد الدولي للروبوتات يرى أن ذلك أمر بعيد المنال، وذلك لأن الأنسجة البشرية مصممة أساسا من الحمض النووي في كل خلية حية بمقياس نانومتر.
ويأتي الاندفاع ناحية إنشاء تكنولوجيا “الجلد الصناعي للروبوتات” كاستجابة لزيادة الإقبال على الآلات في مواقع العمل، إذ يوجد حاليا ما يقرب من 3 ملايين روبوت صناعي حول العالم، ومع حلول عام 2030، تشير تقديرات مؤسسة “أوكسفورد إيكونوميكس” البحثية إلى أن الروبوتات ستحل محل 20 مليون عامل بشري في العالم.
لا توجد تعليقات في هذه الصفحة.. كن أنت أول المتفاعلين!