سعيد بوزردة - 

 شرف أفتخر به، أنني كنت  أول من كشف اللثام عن  بشاعة ممارسات شركة حليب جودة في حق الشعب المغربي، وكيف أنها استغلت حملة المقاطعة، لتستنزف جيوب المداويخ "المخرومة "، قبل أن تتناقل الخبر عدد من وسائل الإعلام، وتليها تصريحات مهنيي الحليب في نفس مضمار الفضح، وقبل أن نبين إحصائيا وتقنيا أن جودة هي المستورد رقم 1 في المغرب لغبرة الحليب، وفهم الكثيرون أنهم كانوا يشربون دائما حليب جودة المصنوع تحت إسم الطري المبستر.

أعود اليوم  لأكتب هذا المقال إرضاء لشعوري بالمسؤولية الأخلاقية تجاه كل مواطن عادي بسيط، وكل أم حريصة على نماء فلذات أكبادها، وكل طفل يرى في الحليب مشروب " الأطفال الحلوين....."، لنسلط الضوء على أكبر جريمة حدثت في تاريخ إنتاج الحليب بالمغرب، بطلها حليب جودة، وزمانها من 22 أبريل 2018 إلى الآن، وضحيتها أنت أيها القارئ.

أيها المواطن، تحل بقليل من  الصبر، وأنت تكتشف معي بنفسك وبدون وسطاء؛ جريمة الباتيسري العظيم "حليب جودة المزور" وتعلم أيها المسكين أنك تشتري الموت لأبنائك؛

الجريمة العظيمة لجودة: النصب والاحتيال في طريق السرطان.

وقفنا من خلال مقال "جودة والاستثناء العالمي : حليب خاتر مبستر  .. !!؟ على أن:

 1- شركة جودة هي المستورد رقم 1 لغبرة الحليب بقدر هو 200 ألف كلغ شهريا، بينما هي تحتاج في أقصى الأحوال إلى 16.6 ألف كلغ لإنتاج عصير الحليب "رايبي" مقارنة مع احتياج باقي الشركات

• أنها تستغل 183.000 كلغ شهريا من الغبرة المسرطنة (المواد الحافظة) لتصنع حليب الغبرة وتبيعه على أساس أنه مبستر وطري.

لــــــكن؛

ومع انطلاق حملة المقاطعة، وبقراءة بسيطة لكشف إدارة الجمارك عن وضعية الاستيراد خلال الخمس الأشهر الأولى من سنة 2018 ؛ وهنا نعتذر لكل شخص يمكن أن يتضرر من هذا النشر؛ سيتبين أن كمية استيراد جودة / شركة كوباك، لمسحوق الحليب خلال شهري حملة المقاطعة ارتفع من 200ألف كلغ، إلى 800 الف كلغ  خلال شهر أبريل، ووصل إلى  1.000.000 كلغ خلال شهر ماي، علما أنها لا تحتاج سوى أقل من 16.000كلغ شهريا.

أيها المواطن كان ذلك، حليب جودة الخاتر المبستر.

ومعلوم أن ثمن الغبرة في السوق الدولية هو 21 درهم مغربي للكلغ، وأن الاعفاء الجمركي محدد في 2.5% ، وأن كيلو غرام من الغبرة ينتج 11 لترا من الحليب المصنع، أي أن ثمن اللتر الواحد مع الرسوم هو 1.94 درهما.

وهكذا غزت جودة  سوق المداويخ المغاربة خلال حملة المقاطعة لغاية نهاية ماي 2018 أي 40 يوما ب (  L17.600.000) سبعة عشر مليونا وستمائة ألف لتر من الحليب المصنع المنتشي بالمواد الحافظة، و المكتوب عليه طري مبستر من انتاج ضيعة جودة : أيها المداويخ إشربوا السرطان ب 07 دراهم ؛لا غلى على مسكين؛.

ضيعة جودة لا تعنى سوى بئر من الماء ومليون كلغ من غبرة الحليب.

وحققت جودة خلال جريمة السرطان العظيم التي ما زالت مستمرة، أرباحا خيالية  لم تكن لتحققها بالانتاج القانوني المنضبط لقواعد الجودة والسلامة الدولية لمدة سنتين، فحققت صافي أرباح يصل إلى 88.000.000.00 درهما، وتهربت من أداء الرسوم الجمركية لفائدة خزينة المداويخ حيث تهربوا من 100% عن طريق الاحتيال، وأيضا احتسبت هامش الربح في 1 لتر ب 20 سنتيم على أساس أن الحليب طري ومبستر، بينما كانت تحقق هامش 05 دراهم ربح  للتر الواحد من "الماء والزغاريت الخاتر".

جودة تعترف "بالوجه الأحمر" .. فماذا بعد ؟؟؟

يحكي ممثلوا التعاونيات وغيرهم، أنه خلال الاجتماع بالرباط يوم الجمعة الفارط 01 يونيو2018 بين ممثلي الحكومة، وممثلي تعاونيات الحليب، وشركات انتاج الحليب، حيث كانت شركة جودة ممثلة من طرف رئيسها السيد لوتتي، احتج أصحاب التعاونيات على سلوك جودة تجاههم، وأنها لم تشتر منهم الحليب، ومع ذلك رفع سقف انتاجها ليغطي الحصة التي كانت تغطيها سنطرال، وأجمعوا على أن جودة تغش وترتكب جريمة بيع حليب الغبرة...

تحت الضغط فقد لوتتي السيطرة على أعصابه ليعترف قائلا: "ماشي بوحدي لتندير الغبرة" قبل أن يجيبه أخنوش "مشيتي فيها"..

اعتراف صريح من باطرون استيراد غبرة الحليب/ المواد الحافظة المسرطنة بالمغرب، فماذا بعد؟

مادا بعد تستحق التأمل،  ففي انتظار أن تتحرك مؤسسات حفظ الصحة، وإدارة الجمارك، وإدارة الضرائب، والجهات المكلفة بالبحث والتحقيق، والتي يمكن ألا تتحرك، يظل السؤال قائما:

جودة ماذا بعد ؟ ... جودة ؟ بعد.. (بالشدة على العين) ... "حليب جودة بعد مني ومن أولادي."

أن تسكت أيها المواطن على جرائم سرطان جودة، فأنت تقتل أبناءك وجيرانك ببطء.

أقسم بالله العظيم أن أقاطع جودة للأبد.