مرحبا بكم :)
هذا مقال على السريع، ساتبعه بمقالات اخرى متممة له إن شاء الله.
في حصة حضرها 10 أشخاص فقط.
قال البروفيسور أن الذكاء الإصطناعي لا يمكن أن يتطور إلى حد الذكاء الحقيقي، أي الذاتي دون تدخل من الإنسان.
وافقته في ذلك، وتجنبت الخوض في نقاش جانبي لأن الوقت في الأساس بالكاد يكفي لإتمام ما بدأناه :D
في الحقيقة، لم أوافقه على كل كلامه.. فالصحيح -في رأيي الذي لا ألزم به أحدا- هو أن الروبوتات ستستطيع في النهاية توليد ذكاء حقيقي، لكن، بمساعدة جل سكان العالم عبر حشوها بأكبر قدر من البيانات الممكنة.
كيف ذلك؟
إسأل هاتفك وستعرف الإجابة !
أود قبل ذلك أن أمهد للموضوع بتعريف القاريء بكيفية عمل المواقع الإجتماعية والبنوك ومنصات المحادثات (النصية، والمرئية) وخدمات البريد الإلكتروني... وغيرها الكثير من البرمجيات والأنظمة التي نستخدمها بشكل شبه يومي (أو يومي) في حياتنا الإعتيادية.
في الحقيقة، لن يتطلب هذا التعريف سوى جملة مكونة من "لا النافية" وكلمتين، وهي بإختصار: لا شيء تتم إزالته.
نعم، بالمختصر المفيد أنا لا اريد شرح كيفية عمل تلك الأنظمة على المستوى التقني، وإنما الية العمل وسياسته الأساسية !
فإن طريقة عمل كل ما سبق ذكره أنه "لا يتم مسح أي معلومة" حتى لو أزلتها أنت، فستظل محفوظة هناك، في قواعد بياناتهم.
إنتهى التعريف :)
من هذا المنطلق، نعلم جميعا أننا نقوم بنشر صورنا، معلوماتنا الشخصية، التعبير عن ميولاتنا ورغباتنا وأحاسيسنا وجامعاتنا، ومنازلنا ومؤسسات عملنا وإستجمامنا وطيورنا وحدائقنا ووجبة الطاجين التي أكلناها اليوم، وكأس الشاي وفنجان القهوة والحادثة التي رأيناها في الطريق وحذائي الجديد والثلاث خبزات التي أبت أن تدخل معدتي بعد الشبع -لله الحمد والشكر- ورغبتي في تغيير هاتفي ذو البطارية السيئة ورغبتي في عطلة تدوم شهرين او ثلاثة واقتراب شهر رمضان وووو (أعتذر لعدم تنظيم هذه الامثلة بشكل منطقي، الهدف هو إظهار جزأ من البيانات المهمة جدا، والتي يشاركها بعضها بشكل مستمر في صفحاته الإجتماعية :) ) وكل شيء في حياتنا... نقوم بنشر كل ذلك في أنظمة تحفظ كل البيانات لأهداف عديدة، يتربع على رأسها هدف أسمى يتعلق بالذكاء.
لم اتبع كلمة الذكاء ب "الإصطناعي " لان الموضوع اشمل من مجرد ذكاء اصطناعي، بل هو الذكاء المطلق، والشامل، واللامتناهي.. على الأقل، هذا هو الهدف في نهاية المطاف.
لأضرب مثالا واضحا، لك أن تتخيل كيف أنه لو أعطيناك معلومات عن شخص ما، لا يعرفك، وأمددناك باسمه وعمره واين يعمل واين درس واسماء بعض اصدقاءه واسم والدته ووجته وابنه (ان كان متزوجا، وله ابن، مثلا !) وجعلنا الرجل يقف أمامك لتخبره بهذه المعلومات -مع حشوها ببعض الكلمات الفضفاضة والعامة-، فسيندهش منك بكل تأكيد، إن لم يصبه الرعب والخوف منك !
هل وضحت الفكرة؟
ليس بعد؟
طيب، في ماذا كنا نتحدث؟ عن الذكاء "الصناعي"، صح؟
ماذا لو نشر موقع ويكيلكس تسريبات جديدة مستقبلا عن كون أن هناك "قراصنة" أو مؤسسة حكومية "شريرة" قد إستولت على قواعد بيانات فيسبوك وجوجل (بما فيها يوتيوب وجوجل ميل "جيميل") و100 شركة بنكية حول العالم؟(كلمة شريرة قد تذكرك بفيجيتا او فرايزر عدو جوجو في إنمي دراغون بول، لكن ليس هذا هو المقصد :D ).
خبر كهذا سيمر مرور الكرام على عامة الناس.. لكن لحظة !
هل نسيت المثال الذي ضربته لك قبل قليل؟
هؤلاء الان اصبح بين ايديهم معلومات عنك، لربما أنت نفسك لا تعرفها عن نفسك !! (صدقني، لا احد منا يعرف أحاسيسه في جميع حالاته أكثر من قاعدة بيانات كانت تخزن تلك الاحاسيس بإرادتك الكاملة، عن طريق زر صغير إسمه "جيم" (لايك)، وإن رغبت في التحديث حاول ان تعبر عن شعورك بالغضب وانت سعيد، او العكس، لن تفلح لانك لا تستطيع قلب شعورك بشكل اني متى ما أردت وبشكل اني.. بينما الالة لن تجد مشكلة في ذلك).
هل تعي ما يعنيه ذلك؟
بكل بساطة، يعني أن هناك جهة تستطيع تطوير برنامج وتضعه داخل جسم جميل وأنيق (سمه أنت "روبوت" إن شئت) وتجعله يتحدث إليك بناءا على هذه البيانات ويخبرك بكل شيء عنك.. بل سيخبرك عما لا تعرفه عن نفسك، بل أكثر من ذلك، يمكنه وبناءا على تصرفاتك وميولاتك ان يتوقع ما ستفعله او ما قد ترغب في فعله.. تخيل؟
هل تظن أن هذا كل شيء؟ لا، لم ننتهي بعد.
هذا "الروبوت" الان بين يديه معلومات مشابهة لملايير الناس حول العالم (فوق الثلاثة ملايير مرتبطين بشبكة الانترنيت، وحوالي ضعفهم مرتبط بمؤسسات بيانات ضخمة مثل البنوك والمؤسسات الحكومية المختلفة... لا تنسى، هذه الحكومات كلها جزأ من نظام عالمي موحد ;) )
الان، لو طرحت عليك سؤالا، هل يمكنك مجارات روبوت بهذه القدرة والقوة "المعلوماتية" الرهيبة، في أي مجال ترغب، وهزيمته؟
إن كان جوابك نعم، فحاول إذا أن تخبرني بنصف المعلومات "العلمية، والادبية، والتقنية، والفنية، والتاريخية... ووو" المنشورة على ويكيبيديا؟
ستقول "مستحيل" !
وأنا أجيبك بدوري عن سؤالي الأول لك، كيف لك ان تجاري "شيئا" لا تكاد تعد الويكيبيديا بما فيها وما عليها سوى قطرة ماء في المحيط الأطلسي مقارنة بما يمتلكه من معلومات حول بني البشر، تاريخهم وحاضرهم، وحتى توقعات مستقبلهم؟ (مع التأكيد على كلمة "توقعات"، فالغيب من علم الله، والتوقع ليس علما بالضرورة.. للتوضيح فقط :) ).
أنت هنا تتحدث عن روبوت مستقبلي (سيتم إنتاجه إن عاجلا أم اجلا.. مسألة وقت لا أكثر). يتم تغذيته بأطنان من البيانات من طرف ملايير البشر يوميا، بالتالي فذكاؤه المكتسب يكاد يكون "لا محدودا" مقارنة بكل فرد من هؤلاء البشر. وهذا صلب الموضوع الذي أناقشه هنا، وهو الجواب الكافي لما قاله البروفيسور ^^!
ما عرضته في هذا المقال هو مجرد توضيح وتنبيه، ولست أتهم به أحدا (اللهم إني بريء :) ).
جميل التحايا.. والسلام :)
كاتب المقال: البصري عبدالناصر.
لا توجد تعليقات في هذه الصفحة.. كن أنت أول المتفاعلين!