رفع الستار، مساء أمس السبت بقاعة “إسبانيول” بمدينة تطوان، عن فعاليات مهرجان تطوان لسينما البحر الأبيض المتوسط، الذي يطفىء هذه السنة شمعته الخامسة والعشرين.
وتميز حفل افتتاح المهرجان، الذي ينظم تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، بحضور قامات بارزة في عوالم السينما والفن والثقافة والإعلام، فضلا عن فقرات غنية ومتنوعة أضفت على الحفل طابعا شيقا ومميزا.
وأكد وزير الثقافة والاتصال، السيد محمد الأعرج، في كلمة له بالمناسبة، أن مهرجان تطوان لسينما البحر الأبيض المتوسط “ساهم في إعطاء إشعاع كبير للفن السابع المغربي على مستوى منطقة البحر الأبيض المتوسط، من خلاله خصوصيته وطابعه المتوسطيين”، مشددا على أن هذا الإشعاع تعدى الفضاء المتوسطي ليشمل الفضاء السينمائي الدولي ككل.
وبعد أن أشار إلى أن وزارته تعكف في الوقت الحالي على إعداد وإخراج قانون للصناعة السينمائية إلى حيز الوجود، وأن هذا التوجه ينم عن كون المشهد السينمائي الوطني في أحسن الأحوال، لفت السيد الأعرج إلى الدور الطلائعي الذي يمكن أن يلعبه اعتماد قانون للصناعة السينمائية في خدمة وتوجيه وتأطير السينما المغربية، من حيث رفع تحديات شتى من قبيل جودة الإنتاج السينمائي وتنظيم المهرجانات والعناية بالقاعات السينمائية وغيرها.
وعن اختيار السينما الفلسطينية كضيفة شرف دورة هذه السنة لمهرجان تطوان، اعتبر الوزير أن فلسطين حاضرة بقوة في الذاكرة المغربية، مضيفا أن تكريم الفن السابع الفلسطيني هو بمثابة تكريم للعديد من الشخصيات البارزة في هذا البلد العربي، والتي ساهمت في تحقيق السلم والتعايش على المستوى العالمي، فضلا عن دلالة هذا التكريم في إعطاء القضية الفلسطينية المكانة التي تليق بها.
كما تميزت فقرات حفل الافتتاح بتكريم الفنان المغربي، محمد الشوبي، اعترافا بمساره اللامع في مجال التمثيل سواء في السينما أو التلفزيون، حيث ألقيت عدة شهادات في حقه قبل أن يتسلم درع التكريم.
وفي هذا الصدد، قال محمد الشوبي، في تصريح صحافي، إن هذا التكريم يمثل بالنسبة إليه أشياء كثيرة، مبرزا أن الدلالة الأولى لتكريمه تتجلى في كون الأخير “يتحقق على مستوى مدينة مناضلة كتطوان، ومن طرف مهرجان عريق يقوم عليه أشخاص مناضلون”.
كما شدد الشوبي على أن مهرجان تطوان، في نسخته الخامسة والعشرين، يشهد على تطور مساره المهني والاحترافي “من مجرد ممثل مبتدئ ومحدود في بعض الأعمال المغربية إلى فنان متمرس ومحترف في مجال عمله وإبداعه (…)”.
وتخلل فقرات حفل الافتتاح كذلك تقديم لجان تحكيم مختلف المسابقات المدرجة ضمن أجندة المهرجان، وهي على التوالي لجنة تحكيم الأفلام الوثائقية التي يترأسها المخرج الجزائري مالك بن اسماعيل، ولجنة تحكيم النقد التي يترأسها الكاتب والناقد المغربي محمد كلاوي، ولجنة تحكيم الأفلام الطويلة التي يترأسها مؤلف موسيقى الأفلام التصويرية، الإيطالي روبرطو جياكومو بسشيوتا.
وفي السياق ذاته، جرى تقديم مختلف الأعمال المشاركة في المسابقة الرسمية للمهرجان، والتي يبلغ مجموعها 23 عملا، تتوزع بين 12 مصنفة ضمن فئة الأفلام الطويلة، و11 مصنفة ضمن فئة الأفلام الوثائقية.
وأعد القائمون على الدورة الخامسة والعشرين لهذا العرس السينمائي المتوسطي السنوي برمجة غنية ومتنوعة، تجمع بين عروض المسابقة الرسمية للمهرجان، وتنظيم العديد من المحاضرات والندوات الموضوعاتية، بالإضافة إلى فقرات أخرى متعددة من قبيل “استعادة” و”خفقة قلب” وبرمجة خاصة بالأطفال.
لا توجد تعليقات في هذه الصفحة.. كن أنت أول المتفاعلين!