قال رجل الأعمال اللبناني الأصل، كارلوس غصن، اليوم الأربعاء، إنه مستعد للبقاء في لبنان لفترة طويلة إلى حين استعادة سمعته، حيث يمكث هناك بعد هروبه من اليابان التي اتهم فيها بالفساد المالي، موجها هجوما على القضاء الياباني.
وقال الرئيس السابق لتحالف نيسان-رينو- ميستوبيشي، في مؤتمر صحفي بنقابة الصحافة اللبنانية: “أمضيت 130 يوما في سجن انفرادي من دون نوافذ وسمح لي بـ 30 دقيقة للتنزه ما عدا أيام العطلة بسبب قلة الحرّاس”، مضيفا “قالوا لي إنه يجب الانتظار 5 سنوات في اليابان قبل نيل الحكم النهائي، ونسبة الإدانة في اليابان تبلغ 99 بالمئة، بالتالي كنت أمام إمّا الموت في اليابان أو الهرب”.
وتابع غصن، “لست هنا لكي ألعب دور الضحية بل لكي أتحدث عن نظام ينتهك الحقوق الإنسانية”، في إشارة للقضاء الياباني، مضيفا، “خلال أشهر تم التحقيق معي 8 ساعات يوميا دون أن يتواجد أي محامي…لم يتركوا لي سوى خيار الفرار…تم فصلي بوحشية عن عائلتي وأصدقائي وعن شركات رينو ونيسان وميتسوبيشي”.
وأردف غصن “توقيفي أمر لا يتعلق بالعدالة وكنت رهينة لدولة خدمتها لمدة 17 سنة، وأعدت إحياء شركة لم يكن من الممكن إعادة إحيائها، وكتبت عني كتب في اليابان، وبعد كل ذلك تم اعتقالي خلال دقائق واعتبرت ديكتاتوراً”. وأضاف، “لم أهرب من العدالة، لكن فررت من اللاعدالة والملاحقة القضائية”.
وأوضح غصن، “تم اعتقالي في المطار بعد أن قالوا لي أن هناك مشكلة في جواز سفري وأخذوني بعيداً ثم بلغوني أنه سيتم توقيفي، حاولت الاتصال بشركة نيسان لإرسال محامي، ولم أكن أعلم أن شركة نيسان كانت خلف هذه المؤامرة التي هي واضحة جداً بين الشركة والمدعي العام”، متسائلا “كيف لهذا الأمر أن يكون قانونياً والشوائب كثيرة”.
وأضاف غصن “المدّعي العام قال لي إنه سيتم توقيفي لأنني لم أبلغ عن التعويض الذي تلقّيته، وهو تعويض لم يقرّره مجلس الإدارة بعد ولم يتم دفعه لي”.
وتابع، “لا أعتقد أن رئيس الوزراء الياباني، آبي شينزو، متورط في مسألة توقيفي”.
وعن وجوده في لبنان “أنا اليوم فخور اليوم بكوني لبنانيا، فإذا كان هناك من بلد بالعالم وقف إلى جانبي في هذه الصعوبات فهو لبنان”.
وتعليقا على إصدار الإنتربول نشر حمراء لتوقيفه بناء على طلب ياباني، “لا أعتبر نفسي مسجونا في لبنان، وأنا أشعر بالراحة هنا، ومستعد للبقاء هنا لفترة طويلة، وسأعمل على تنظيف اسمي وسمعتي”.
وعن وجود طموح سياسي لديه في لبنان، أجاب، “لست رجلا سياسيا، ولا يوجد لدي طموح سياسي في لبنان، لكن لو طلب [لبنان] مشورة لتحسين الوضع الاقتصادي سأضع خبرتي لتحقيق ذلك”.
وعن زيارته لإسرائيل في السابق، اعتذر غصن للشعب اللبناني عن الزيارة، معلقا “لم أسافر إلى إسرائيل كمواطن لبناني، بل كمدير عام لشركة رينو بجواز السفر الفرنسي”.
وسُجن غصن بعد إلقاء القبض عليه، في 19 نونبر من العام 2018، في اليابان، بعد اتهامه بعدم الإفصاح عن حجم راتبه بالكامل في سجلات نيسان لنحو عقد من الزمن، حتى عام 2018. وينفي الرئيس السابق لشركة نيسان ارتكاب أية مخالفة.
وأقالت شركتا نيسان وميتسوبيشي، غصن، الذي يحمل الجنسيات اللبنانية والبرازيلية والفرنسية، من مجلسي إدارتيهما على خلفية القضية، ووصل غصن إلى لبنان، قادما من اليابان، الشهر الماضي.
وأكدت المديرية العامة للأمن للبناني، في بيان، أن غصن دخل لبنان بصورة شرعية ولا توجد أية تدابير تستدعي اتخاذ إجراءات بحقه أو تعرّضه للملاحقة القانونية.
لا توجد تعليقات في هذه الصفحة.. كن أنت أول المتفاعلين!