أعرف بعض الأشخاص ممن يستخدمون الكاميرات الداخلية في بيوتهم لمراقبة أطفالهم ومايحدث طوال الوقت، ورغم أن هذه الظاهرة لم تنتشر بكثر مثلما هو الحال في الغرب فهي قادمة لا محالة، ولعل سبب عدم تبنيها حالياً هو القيود الاجتماعية والمخاوف من الاختراق لكن التاريخ أثبت لي أننا نتخلى عن مخاوفنا من التقنية مع مرور الوقت (رغم أنني لاحظت أنها بدأت تعود لي مرة اخرى).
قبل أيام مررت على مقالة تحكي قصة رعب صغير واجهت أحد مستخدمي كاميرات Nest المنزلية. ففي أحد الأيام تلقى جاك نيوكومب اتصال من مربيته التي كانت تعتني بطفله الذي تجاوز عمره السنة وسألته إذا كان هو من يمزح معها من خلال الكاميرا المتصلة بالانترنت. نفى جاك هذا الشيء وتوجه فوراً إلى جهازه في العمل وقام بالدخول على كاميرته، حيث استمع لصوت فتاة تمزح مع المربية، ولكن حين رفضت المربية التحدث معها، قامت هذه القتاة بتهديدها وقالت أنها ستقوم بأذية الطفل أيضاً.
لك أن تتخيل ردة الفعل والخوف الذي أصاب جاك، والذي طلب من مربيته مغادرة البيت، ثم ذهب إلى بيته وانتزع جميع كاميرات Nest وحين أبلغ الشركة، لم يكن هناك أي رد فعل مرضي، ويبدو أن هذه المشكلة متكررة، ولا أظن أن شركة Nest هي الوحيدة التي تعاني من ثغرات في أجهزتها المتصلة بالإنترنت.
مثل هذه القصص تعزز قناعتي بعدم إدخال هذه الأجهزة لبيتي. حتى أنني بدأت في أشك في هاتفي الذكي وSiri التي تنتظر سماع صوتي لتعمل، لذلك أحاول وضع هاتفي الذكي خارج غرفة المعيشة قدر الإمكان.
لكنني أعرف أن محاولاتي لإبقاء هذه الأجهزة خارج منزلي لن تنجح على المدى الطويل لأن الكثير من الأجهزة الجديدة، مثل الثلاجات والغسالات، أصبحت تأتي بإمكانية الاتصال بالإنترنت، وبعضها يحتوي على مايكروفونات لأجل التقاط الأوامر الصوتية، ودعونا لا ننسى التلفيزيونات التي أصبحت ذكية. كل شيء سيصبح متصلاً بالإنترنت ومع ازدياد مفهوم البيوت الذكية وجب علينا أن نعيد التفكير قليلاً.
حين نفكر بأمن بيوتنا، فنحن نفكر في تأمين الأماكن التي قد تسمح للص بالدخول، ولذلك نضيف قفلاً هنا، ونتأكد من إغلاق النوافذ والأبواب في الليل. لكن لصوص المستقبل لن يأتوا عن طريق الباب أو الشباك، بل سيدخلوا عن طريق شيء لم نفكر في تأمينه…الإنترنت.
البعض سيحاجج بأن تركيب برامج الحماية يساعدك على تقليل المخاطر من الانترنت، ولكن هذه الأجابة تفترض أن كمبيوترك هو الجهاز الوحيد المتصل بالإنترنت، لكنك تمتلك منظومة مكونة من الكمبيوترات، الهواتف، الأجهزة اللوحية، التلفيزيونات الذكية، وأجهزة الاستقبال المتصلة بالإنترنت، وأنا أتحدث عن الوضع الحالي ففي المستقبل سوف يزداد عدد هذه الأجهزة بشكل كبير.
كل هذه الأجهزة يمكن أن تستخدم في تنفيذ العديد من الهجمات ضدك، فقد يتم التصنت عليك، أو تركيب برامج تجسس في أحدها من أجل جمع المعلومات. وأسهل شيء يمكن القيام به هو تخريب هذه الأجهزة من بعد، ويمكن أن تستخدم هذه الأجهزة في تنفيذ هجمات على مواقع أو مزودات على الانترنت، سيجد المخترقون العديد من الاستخدامات لأجهزتك المخترقة.
لحسن الحظ بدأت العديد من الشركات في انتاج جدار ناري خاص بالمنازل. فبعد أن كانت مثل هذه الأجهزة مخصصة لاستخدام الشركات، بدأ البعض في توفير أجهزة منزلية، وأظن أن علينا التفكير في مثل هذه الأجهزة في المستقبل القريب، وبالرغم من أنها لن تحميك في حالة تم اختراق كلمات السر، إلا أنها ستوفر خط حماية لا بأس به ضد الثغرات التقنية في الأجهزة المختلقة على شبكتك المنزلية.
لو نصحتكم بالابتعاد عن الانترنت او عدم شراء الأجهزة الذكية، فهو أمر غير عملي على المدى الطويل، لذلك من الأفضل أن تفكر في كيفية تأمين شبكتك المنزلية من الآن كي لا تسمح للصوص بالدخول والاستماع لصوتك وأنت تدندن في الحمام.
لا توجد تعليقات في هذه الصفحة.. كن أنت أول المتفاعلين!