يحتل الحليب ومنتجاته مكاناً أساسياً في تغذية الإنسان منذ القدم، ويختلف استهلاك الحليب من منطقة إلى أخرى، بالإضافة إلى اختلاف استهلاكه من فردٍ إلى آخر
أهمّ مكوّنات الحليب البقريّ يشكل الماء ما معدّله 87.3% من تركيب الحليب، ويحتوي الحليب على العديد من المكونات، وتشمل الليبيدات (الدهون) والبروتينات والأحماض الأمينية، واللاكتوز، والفيتامينات، والمعادن، ويختلف تركيب الحليب باختلاف عدة عوامل، مثل مرحلة الرضاعة، والعمر، والفصيلة، وتوازن الطاقة والحالة الصحية للبقرة المنتجة للحليب
وبالمعدل يحتوي اللتر من الحليب البقريّ على: 33جم من الليبيدات، وتشكل الدهون الثلاثية 95% منها، في حين يشكل الكولسترول أقلّ من 5%.
32جم من البروتين العالي بالقيمة الحيوية، ولذلك يعتبر مصدراً جيداً للأحماض الأمينيّة الأساسية، ويشكل بروتين الكازين 80% من البروتين الموجود في الحليب، وهو يعمل على حمل الكالسيوم والفوسفات وعلى تكوين الخثرة في المعدة لتسهيل الهضم، في حين يعمل بروتين الواي في العديد من الوظائف الحيوية الأخرى.
يحتوي كل لتر من الحليب على 1جم من الكالسيوم.
يحتوي اللتر من الحليب على حوالي 800-1000 ملجم من الفوسفور.
المعادن الأخرى: مثل السيلينيوم واليود والمغنيسيوم والزنك. الفيتامين أ: حيث يحتوي اللتر من الحليب على 280 ميكروجراماً.
[حمض الفوليك: حيث يحتوي اللتر الواحد من الحليب على 50 ميكروجراماً.
فيتامين الريبوفلافين: يعتبر الحليب مصدراً جيّداً لهذا الفيتامين، حيث يحتوي اللتر الواحد من الحليب على 1.83 ملجم.
الفيتامين ب12: يعتبر الحليب مصدراً جيّداً لهذا الفيتامين أيضاً، حيث يحتوي اللتر من الحليب على 4.4 ميكروجراماً. يحتوي الحليب على بقية الفيتامينات الذائبة في الدهن، الفيتامين ھ، والفيتامين د، والفيتامين ك، بالإضافة إلى الفيتامينات الذائبة في الماء، الفيتامين ج ومجموعة الفيتامينات ب. الحاجة اليومية من الحليب حددت دائرة الزراعة الأمريكية احتياجاتنا من مجموعة الحليب ومنتجاته كما يأتي: كوبان أو ما يعادلهما للأطفال ما بين 2-3 سنوات، وكوبان ونصف أو ما يعادلهم لعمر 4-8 سنوات، وثلاثة أكواب أو ما يعادلهم لعمر 9- 18 سنة وللبالغين، بحيث تضمّنت إرشاداتهم تناول الحليب ومنتجاته القليلة أو خالية الدسم.
فوائد الحليب وضرورة اختيار الحليب منخفض وخالي الدسم تعتبر دهون الحليب مصدراً للدهون المشبعة والكولسترول المعروفة بأثرها الصحي في رفع كولسترول الدم الكلي، وخفض الكولسترول السيّئ، ولذلك يفضّل تناول الحليب ومنتجاته منخفضة أو منزوعة الدسم، وتشمل فوائد تناول الحليب ومنتجاته قليلة أو منخفضة الدسم ما يلي: بناء عظام أقوى وتخفيض خطر الإصابة بهشاشة العظام:
[يعتبر الحليب ومنتجاته مصدراً غنيّاً بالكالسيوم: حيث يعطي الكوب الواحد من الحليب أو اللبن المنخفض الدسم ثلث احتياجاتنا اليومية من الكالسيوم الضروري لصحة العظام، وقد وجدت الدراسات أنّ تناول الكالسيوم من المصادر الطبيعية مثل الحليب يفيد صحة العظام أكثر من الكالسيوم المضاف لتدعيم الأغذية أو المتناول من المكملات الغذائية، كما يتم تدعيم العديد من أنواع الحليب بالفيتامين د الذي له دوراً هامّاً في صحة العظام، كما أنّ له دوراً هامّاً في الوقاية من العديد من الأمراض المزمنة مثل السرطان وارتفاع ضغط الدم، كما أنّ الحليب مهمّ لصحّة الأسنان.
انخفاض خطر الإصابة بضغط الدم: وجدت الدراسات أنّ الأشخاص الأكثر تناولاً للحليب ومنتجاته المنخفضة الدسم تقلل من فرصة الشخص للإصابة بارتفاع ضغط الدم مقارنةً بالأشخاص الأقل استهلاكاً لها، حيث إنّ الحليب يعتبر مصدراً جيّداً للبوتاسيوم الذي ترتبط قلة تناوله وزيادة تناول الصوديوم بزيادة خطر الإصابة بارتفاع ضغط الدم، كما اقترحت بعض الدراسات دوراً للعديد من البيبتيدات الموجودة في الحليب في خفض ضغط الدم.
خفض خطر الإصابة بالمتلازمة الأيضيّة: وجدت الدراسات أنّ الأشخاص الأكثر استهلاكاً للحليب ومنتجاته هم أقلّ عرضةً لزيادة قياس الخصر (مقياس للسمنة الوسطية) والمتلازمة الأيضيّة (مجموعة من الأعراض التي ترفع خطر الإصابة بالسكري وأمراض القلب).
التحكم في وزن الجسم: وجدت الدراسات ارتباطاً بين الكالسيوم المتناول من الحليب ومنتجاته وانخفاض تراكم الدهون وزيادة وزن الجسم، كما وضّحت بعض الدراسات أنّ تناول الكالسيوم من منتجات الحليب وارتفاع مستوى الدم من الفيتامين د قد يحفّز خسارة الوزن.
يمكن أن يساعد تناول الكالسيوم بكميات كافية في الحمية، الأمر الذي يحقّقه تناول الحليب ومنتجاته، في خفض خطر الإصابة بسرطان القولون والثدي وحصى الكلى.
[يعتبر الحليب ومنتجاته مصدراً جيّداً للبروتين، حيث يعطي الكوب الواحد من الحليب 17% من احتياجاتنا اليوميّة من البروتين،كما يعتبر الحليب مصدراً للعديد من الفيتامينات والمعادن الهامة لصحة الجسم.
يساهم تناول الحليب في الصباح على الشعور بالشبع ممّا يجعلنا نتناول كميةً أقلّ أثناء النهار. يحتوي الحليب على التريبتوفان الذي يعتبر عاملاً مساعداً على النوم، ويحتوي الحليب على بروتين اللاكتيوم، الذي يساعد الأطفال الرضع على النوم بعد الرضاعة، ولكن الارتباط بين الحليب والنوم عند الكبار يعد ارتباطاً نفسياً بسبب التعود على ذلك أكثر من ارتباط أيّ من مكونات الحليب بالنوم بشكلٍ فعليٍّ، حيث إنّ كمية التريبتوفان التي نحصل عليها عند تناول الحليب لا تكفي لتحفيز النوم، حيث يمكن لكوب من الحليب الدافئ إشعال ذكريات الشخص بأوقات طفولته عندما كانت أمه تساعده على النوم مع الحليب، مما يبعث السكينة والشعور بالراحة ويساعد على النوم.
وضحت بعض الدراسات ارتباطاً بين تناول الحليب والكالسيوم وتخفيف أعراض متلازمة ما قبل الدورة الشهرية. تأثير دهون الحليب تشكّل الأحماض الدهنية المشبعة أكثر من نصف الأحماض الدهنيّة الموجودة في الحليب، ومع أنّ بعض الأحماض الدهنية المشبعة الموجودة في الحليب الكامل الدسم لها تأثيرات إيجابيّة أو محايدة على صحّة الجسم، إلا أنّ البعض الآخر يرفع من كولسترول الدم والكولسترول السييء (LDL)، وقد وجدت بعض الدراسات العلمية ارتباطاً بين تناول الحليب ومنتجاته الكاملة الدسم مع ارتفاع كولسترول الدم، في حين وجد أنّ تناول الحليب ومنتجاته منخفضة الدهن لها تأثيرات إيجابية على كولسترول الدم، ولكن الجدير ذكر هنا هو أنّ الارتفاع في الكولسترول الناتج عن تناول دهون الحليب لا يعادل الارتفاع المتوقّع من كمية هذه الدهون. لم تجد الدراسات ارتفاعاً في خطر الإصابة بأمراض القلب والشرايين من استهلاك دهون الحليب، في حين وجدت دراستان سويديتان ارتباطاً عكسياً بين تناول دهون الحليب وعوامل خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية، وتقترح دراسة نرويجية أنّ تناول الحليب له تأثيرات إيجابية تقلّل من خطر الإصابة باحتشاء عضلة القلب، كما ذكر بعض الباحثين أنّ الأحماض الدهنيّة الموجودة في الحليب تحسّن من تركيب الكولسترول السيّء (أي أنّها تقلل من مستوى جسيمات LDL الصغيرة الحجم الكثيفة والمرتبطة بأمراض القلب والشرايين).
يعتبر الحليب مصدراً للحمض الدهني أحادي اللا إشباع (حمض الأوليك) والذي يشكل حوالي ربع الأحماض الدهنية الموجودة في الحليب، وهو معروف بتأثيراته الإيجابية على صحّة الإنسان ودهون الدم، حيث يمكن أن يؤدّي استهلاك الحليب إلى رفع نسبة الأحماض الدهنية الأحادية اللا إشباع بالنسبة للأحماض الدهنية المتعدّدة اللا إشباع، الأمر الذي له تأثيرات مفضّلة على صحّة الإنسان تشمل حماية LDL من الأكسدة والوقاية من أمراض القلب والشرايين.
لا توجد تعليقات في هذه الصفحة.. كن أنت أول المتفاعلين!