محمد الشمسي
تأهل المنتخب المحلي ل"الشان" الذي تحتضن فعالياته إثيوبيا مطلع سنة 2020 ، على حساب نظيره الجزائري بثلاثية نظيفة بمدينة بركان ، وفي الوقت الذي قرر فيه جمال بلماضي مرافقة منتخب بلاده للمحليين لدعمهم وشحن هممهم ، وهو المدرب المتوج قبل أقل من أشهر قليلة بكأس إفريقيا للأمم ، جلس خاليلوزيتش الذي ظل عاطلا عن العمل منذ أبريل من السنة الماضية ، يلسع لاعبي البطولة الوطنية بلسانه المسموم،يشكك في لياقتهم البدنية ، ويتهكم ويطنز عليهم ، مقللا من شأنهم ، بأسلوب يعكس حقيقة معدن هذا المدرب الذي عافته المنتخبات ، وحط الرحال عندنا ، يأكل غلتنا ويسب ملتنا.
تعامل الحسين عموتة بذكاء مع هذيان خاليلوزيتش،واستطاع إخراج لاعبي منتخبه المحلي من زوبعة وحيد الذي لا يجد عاقل تفسيرا لقدحه ومهانته في حق لاعبين لم يخبرهم ولم يجربهم ، الأكيد أن عموتة وضع لاعبيه وجها لوجه مع تلك التصريحات الخرقاء، والأكيد أنه دعاهم إلى رفع الرهان وخوض التحدي وكسبه، وإثبات أن خاليلوزيتش فعلا دخل في مرحلة "خرف العمر وخريفه".
تأهلنا إلى "الشان" وهي كأس لا تعترف بها"الفيفا"، وحتى "الكاف" الذي نظمها يعتبرها مجرد ولد بالتبني ، لأنه لا يضع لها تصنيفا ولا يوليها أهمية ، ولا يجبر البلدان الإفريقية على المشاركة فيها ، ولأن عددا من الدول القوية إفريقيا لا تكترث لحال كأس تراها مضيعة للوقت وصحة اللاعبين ، لكن في غمرة الفشل وتوالي مصائب كرة القدم ها نحن نجد تأهلا "نبرد به على رؤوسنا".
كان المنتخب المحلي سيكون فعلا منبتا وخزانا للمنتخب الأول لو كانت جامعة لقجع اشترطت في لاعبيه ألا يتجاوزوا سن الخامسة والعشرين مثلا ، ليتم إعداد حقيقي للاعبي المستقبل ، لكن المنتخب المحلي ورغم أن "الشان الإفريقي" لا شأن ولا قيمة له يتألف من لاعبين كبار في السن ، ترى ما الجدوى من استدعاء هؤلاء ؟، وأية إضافة يمكن جنيها من وراء حضورهم ؟،فحتى في حالة الفوز بهذا الكأس فهو بلا لون ولا تاريخ ، وقد كان الأجدر استغلال هذا المنتخب وتلك المنافسات للتنقيب على طاقات ومواهب تغذي المنتخب الأول كلما طلب منها ذلك ، خاصة وأن تجربة الاعتماد على أبناء المغاربة المقيمين في الخارج أثبتت محدوديتها ، وأن هذا الصنف من اللاعبين مثل البذور لا يعطي الغلة إلا في التربة التي فتح عيناه فيها ، فلا عهد للاعب ولد وشب وترعرع في بيئة طقسها تحت الصفر بملاعب وبطولات تجري في دول تصل درجة الحرارة فيها إلى قرابة الخمسين ، ثم إنه لا طعم لأمجاد كروية نستورد لها منتخبا ومعه مدربا ، حتى إذا فزنا باللقب بات هذا اللقب ابنا غير شرعي لنا ، لأنه ليس من صلب بطولتنا .
وإلى أن يرحل لقجع ورهطه من الجامعة ، ويتم تحرير المنتخب الوطني الأول من عقليات ترغب في نيل المجد دون أسس ولا قواعد ، يبددون المال ذات اليمين وذات الشمال بحثا عن تحقيق حلم بعيدا عن الفراش ، فليهنأ المحليون بإنجازهم الصغير ، فأحيانا يكون الإنجاز الصغير أفضل من "لا إنجاز" ، وإذا كان سن خاليلوزيتش يسعفه في التحلي بقليل من الحكمة ، فعليه الاعتذار للمحليين ، وعليه أكثر من ذلك ربط لسانه ، وإطلاق مهاراته ، ف"الشفاوي قاهرنا".
لا توجد تعليقات في هذه الصفحة.. كن أنت أول المتفاعلين!