ذ. جلال ظافر*
قبل البدء يجدر بنا التسليم أن الظاهرة مركبة متداخلة مؤثراتها، لذا ينبغي تجنب إصدار أحكام سطحية متسرعة بخصوصها.
بوارق أمل
1. أظهرت الحملة بؤر ضوء في جيل طالما حكمنا عليه بالضياع والابتذال والسقوط القيمي.
2. مشاهد التأثر عند العديد من رجال ونساء التعليم وهم يستقبلون هدايا تلاميذهم ـ على بساطتها ـ تبرز إلى أي حد بات الوضع الاعتباري لأطر التعليم هشا على المستوى السيكولوجي أساسا، فأضحوا بحاجة إلى أدنى التفاتة عرفان نظير الكم الهائل من الجحود الذي يلقونه، سواء على المستوى المهني في ظل غياب المردودية وتدني مستوى المتعلمين ما يبعث إحساسا بلا جدوى الأداء، أو على المستوى الاجتماعي من خلال ركام التهكم والتنقيص والإهانة وعدم الاعتبار الذي يواجهه البعض من محيطهم.
3 . لحظات عفوية مشوبة بصدق المشاعر تشي به العبرات والنظرات، هذه اللحظات تهمس في آذاننا أن العلاقة التربوية بين الأستاذ والتلميذ لا زالت لم تفقد ـ تماما ـ بعدها الإنساني، ومازال الأستاذ الذي يعتبر التلاميذ أبناءه حيا يرزق في زمننا هذا، نعم في زمن الاغتراب هذا، وبالمقابل فإن التلميذ الذي يرى في الأستاذ أبا وفي الأستاذة أما لم ينقرض بعد.
4 . تنسيق التلاميذ فيما بينهم ومشاركتهم في عمل جماعي ناجع بعيدا عن التنسيق من أجل المقالب والمزالق والمصائب، مؤشر إيجابي قد يعطي صورة بديلة لأشكال التنسيق والعمل الجماعي الإيجابي.
5 . إهداء الشوكولا والحلويات فيه لمحة ذكية، لا أدري هل فكر فيها مبدع الفكرة، وذاك أنه من المفترض في المهدي أنه يهدي مما يحب، والحلويات من أكثر ما يحب هؤلاء الفتيان.
6 . أظهرت الحملة/التراند إمكانية شيوع وانتشار حملات إعلامية شبابية إيجابية عبر وسائط التواصل ضدا على حملات الابتذال والإسفاف... ما قد يستجلب حملات أخرى من قبيل : نسعد والدينا/ صلاتنا تجمعنا/ هيا نقرأ/ لا للكلام القبيح/ ننجح بشرف...
محاذر ومزالق
7 . قد تخفي هذه المبادرة لدى البعض نوايا ذات علاقة بالتقرب البرغماتي من الأستاذ استدرارا للعطف النقطي والميز المعاملاتي.
8 . سقطت هذه المبادرة في محظور العادات الاستهلاكية غير الصحية، لما هو معلوم من إضرار أغلب هذه الهدايا بالصحة.
9 . شكلت الحملة/ التراند واجهة أخرى للارتباط الشديد لهذا الجيل بالوسائط الاجتماعية الرقمية، وتأثره بها عن وعي حينا وبلا وعي أحيانا، كما جسدت استمرار طغيان ثقافة الصورة والنشر و"البوز" على الجيل، ما قد يفقد بعض الأعمال رونقها القيمي وأساسها القصدي السامي.
10 . عدم انخراط حملة هدايا التلاميذ في حملة مقاطعة بضائع الشركات الداعمة لقتلة الأطفال والنساء ومرتكبي جرائم الإبادة في غزة.
* (أستاذ التاريخ والجغرافيا بالثانوي التأهيلي)
لا توجد تعليقات في هذه الصفحة.. كن أنت أول المتفاعلين!