عمار قشمار
* استهجان واستصغار للمسؤولين
لاتزال ساكنة تازة تستهجن انعدام المشاريع التنموية بمدينتها، فأصبحت نظرة المواطنين والفاعلين الجمعويين ومتتبعي الشأن المحلي بتازة إلى المسؤولين نظرة استصغار وازدراء بسبب تهافتهم على العقار وقضاء مصالحهم الشخصية تاركين الشباب يتألم من فاقة البطالة والفقر.
مجموعة من الشباب اختار فضاءات التواصل الاجتماعي لفتح النقاش عبر مجموعات مغلقة وأخرى مفتوحة حول سبب انعدام المشاريع التنموية بتازة وأسباب عدم استجابة المسؤولين لتطلعات الساكنة وانتظاراتها، خاصة فئة الشباب، التي تعقد آمالا كبيرة على المسؤولين الترابيين والمنتخبين لتحسين أوضاعها المعيشية، عبر تعزيز المدينة بالمشاريع الكفيلة بتوفير فرص للشغل.
نقاشات خلصت في معظمها لضرورة ايصال صوت الشباب لأعلى مسؤول بالبلاد عبر العودة للشارع والاحتجاج على المسؤولين.
غياب المخططات التنموية والمشاريع المحلية يرجعها البعض لـ"البلوكاج" على مستوى جماعة تازة، بسبب الصراع الدائر بين مكوناته خصوصا بين أصحاب المشاريع العقارية الخاصة، إلى أن استبشر سكان المدينة خيرا بحلول العامل الجديد، خاصة حين سارع إلى عقد لقاءات متتالية مع المنتخبين، ونظم زيارات مباغتة لعدد من الجماعات الترابية والمرافق العمومية وفتح نقاشات مع المواطنين بالشارع العام وبالدواوير.
لكن سرعان ما تبخر هذا الأمل بعد مرور سنة على تعيينه دون تحقيق شيء يذكر سوى التقاط الصور والفيديوهات هنا وهناك للتسويق الاعلامي عبر وسائل التواصل الاجتماعي من خلال حسابات لاشخاص عودونا ركوب الموجة أينما مالت الدفة.
صور وتدوينات لتجميل كل ماهو قبيح ومقرف أمام الرأي العام، وهل يمكن القضاء على الفقر والبطالة بالتمني؟ وهل يعتقد المغردون للاستبداد أن ضمير الشعب قد مات، فكم من هبة شعبية قامت من لاشيء وأتت على الأخضر واليابس.
*الصدمة: العقار قبل البشر
لاحديث في الأيام الأخيرة سوى عن صدمة سكان مدينة تازة حين أُعْلِنَ عن المشاريع في مدن تابعة لنفس الجهة التي تنتمي لها مدينتهم، حيث برزت الرؤية والأولويات التي سطرها أعضاء الجهة بالرغم من حضور ممثلين عن تازة ومنهم نواب لرئيس الجهة دون استحضار مدينة تازة في شيء، ومرد دلك للقائمين على تدبير الشأن المحلي المرتبطين باللوبي العقاري أكثر من اهتمامهم بالحاجيات الحقيقية للساكنة وانتظاراتها من التنمية المحلية والجهوية.
حالات الانتحار في تزايد وعدد المشردين يفزع من لا قلب له، وآلاف السجناء بسبب الفقر الذي رماهم لاستعمال المخدرات والمتاجرة فيها وبسبب جرائم فردية، وآلاف المبحوث عنهم في القضايا ذاتها، وغيرها من المآسي لم تشكّل لدى المسؤولين أي مؤشر لاستشراف المستقبل، ولم تحفزهم على ضرورة اعتماد المقاربة التشاركية مع الشباب والفاعلين محليا، من أجل بلورة مشاريع في المستوى المطلوب.
* الحي الصناعي: فساد في واضحة النهار وتستر على الجريمة بتواطئ السلطة مع المال
في حديث مع الشاب حفيظ الطياش الذي أشار إلى أن الحي الصناعي الشطر الثاني منذ تدشينه وهو متوقف إلى الآن، بعدما تم توزيع أراضيه على نخبة النخبة من برلمانيين ومستشارين وسياسيين ومنعشين عقاريين دون أن يلتزم منهم أحد بدفتر التحملات، ومنهم من حول البقع الأرضية الخاصة بالمشاريع الصناعية إلى شقق سكنية وفي أحسن الأحوال إلى محلات للميكانيك أو بالأحرى مخازن.
حفيظ الطياش الحامل للبطاقة الوطنية رقم ز 200620 ، سبق له أن وجه شكاية مؤرخة بتاريخ 11 - 11 - 2014 ، نسخة منها لكل من عامل إقليم تازة وزير الداخلية ومدير الديوان الملكي بالرباط ، والوكيل العام بإستئنافية تازة بإشعارات وصول أعداد : RR500351460MA -RR500351473MA - RR500351456MA ، موضوعها طلب التدخل من أجل الإنصاف ، حيث تفيد الشكاية أنه سبق للسيد حفيظ الطياش و من معه والساكن بالقدس 1 بلوك ب رقم 86 - تازة ، أن تقدم سنة 2011 بطلب الإستفادة من قطعة أرضية بالحي الصناعي بتازة بمعية إخوانه المجازين و العاطلين عن العمل.و حيث أنه كل مرة يتم إشعاره فيها أن الملف سوف يتم عرضه على اللجنة قصد الدراسة آخرها الكتاب الذي توصل به و المؤرخ بتاريخ 13 اكتوبر 2014 .
و حيث انه صرح بكل صدق و أمانة أن هناك من استفادة دون طلب، كما أن هناك من حول الحي الصناعي إلى سكن .
و حيث أنه تضرر من هذا العمل الشيء الذي دفع به إلى اللجوء إلى المسؤولين قصد الإنصاف لا سيما و أنه لمئات المرات وهو يتردد على مصالح العمالة قصد التوضيح لكن كل الأبواب موصدة في وجهه .
و حيث أنه مؤخرا و بعد اللقاء مع العامل بتاريخ 6 - 11 - 2014 بقاعة العمالة و بعد عرضه لمشكلته عليه وتفهمه لوضعيته طلب منه إحضار الملف من جديد دون أن يتم إنصافه.
مرت السنوات يضيف حفيظ الطياش ليطلب منه مرة أخرى سنة 2019 في عهد العامل الجديد السيد المعزة وضع ملفه من جديد بالعمالة وظل ينتظر وينتظر دون أن يتلقى جوابا لموضوعه، إلى أن نشر المرصد الاخباري المغربي – تازة خبرا حول الموضوع بعد مرور سنة على طلبه، ليتلقى بعدها برد عاجل من عمالة تازة برفض طلبه دون توضيح الأسباب كرد على ما نشر، ولتخرج علينا جريدة المساء بخبر حول رفع عامل تازة بدعوى قضائية ضد المستفيدين من البقع الارضية بالحي الصناعي الشطر الثاني والذين لم يلتزموا بدفتر التحملات، ليظل السؤال عالقا كيف يمكن أن ترفع دعوى قضائية وهناك دعوى سابقة لنفس الموضوع من العامل السابق رائجة بردهات المحاكم؟
حفيظ الطياش نمودج لشباب كثر تقدموا بمشروعاتهم وبطلبات لبقع أرضية بالحي الصناعي ولأنهم أبناء الفقراء والكادحين ولا تشملهم دائرة أصحاب السلطة والمال والنفوذ تم إقصائهم بجرة قلم.
واستمرارا في الامعان في معاناته وتهميشه وبعد فتحه لمحل للحدادة والتلحيم بمنزله يضيف حفيظ الطياش فقد رفض المسؤولون تمكينه من رخصة لمزاولة حرفته، بدعوى تواجد المحل بحي سكني مقترحين عليه تقديم طلب للاستفادة من بقعة أرضية بالحي الصناعي الشطر الثاني وهو ما قام به فعلا وفق القوانين الجاري بها العمل، ليظل عاطلا عن العمل ، محملا المسؤولية للمسؤولين الذين سمحوا بحضور من ليست لهم الصفة من برلمانيين بلجنة دراسة الملفات أثروا في قرارات اللجنة، مرجحا تدخلهم ضده بسبب انتقاده لهم المتكرر.
كما أنه لا زال ينتظر ردا على طلب وضعه لدى مدير ديوان العامل لعقد لقاء مباشر مع العامل والذي مرت عليه أكثر من ستة أشهر بعدما وعد من طرف الديوان بالاتصال به على الهاتف لكن حفيظ الطياش لا زال ينتظر أن يرن هاتفه لعقد هذا اللقاء دون جدوى، متهما رئيس المجلس الاقليمي لتازة بوضع العراقيل أمامه مستغلا قربه من عامل تازة والذي يتهمه بالتأثير في قرارات العامل.
مستدركا أنه سيخوض اعتصاما مفتوحا في حالة عدم إنصافه إما باستفادته من بقعة أرضية بالحي الصناعي الشطر الثاني شأنه في دلك شأن عزوز لقرش الذي يشتغل لحاما واستفاد مرتين دون وجه حق، أو أن يمنح رخصة لفتح محله بمقر سكنه لمزاولة عمله.
فهل حلال على غيري وحرام علي يضيف حفيظ الطياش.
متسائلا إلى متى سيستمر اشهار الفيتو بوجهي ووجه أختي من قبل لوبي مافيا العقار وذوي النفوذ وممن يدور بفلكهم بعمالة تازة؟
هذا وقد سبقت المطالبة بفتح تحقيق ببقع الحي الصناعي الثاني للطريقة المشبوهة التي وزعت بها، حيث عبر مجموعة من المستثمرين بتازة خلال شهر أبريل من سنة 2017 عن سخطهم وعدم رضاهم بالطريقة التي تم بها توزيع بعض البقع بالحي الصناعي الشطر الثاني وكذا اختيار اللجنة التي عملت على ذلك يومه الخميس الذي سمي بالأسود نظرا للريبة والشك التي رافقت العملية.
وقد طالب هؤلاء المستثمرون بفتح تحقيق من قبل المسؤولين المركزين لنتائج هذه اللجنة والتي ضربت توجهات المملكة بالقضاء على البلاستيك ومحاربة المعامل السرية بربوع المملكة لتخرج تازة عن هذا الإستثناء وتحمي صناع البلاستيك ومنحهم بقعة أرضية للإستثمار بالميكا.
كما سجل بعض الحاضرين على هامش أشغال اللجن مجموعة من الملاحظات كإستدعاء كل عضو باللجنة على حدة لدى مكتب مدير ديوان عامل تازة قبل ولوجهم لقاعة الإجتماع، مع غياب جل الأعضاء الذين سبق لهم دراسة المشاريع والطلبات بالمراحل الأولى والتي أسفرت عن إختيار 14 ملفا وإستدعاء أضاء جدد لا علاقة لهم بالملفات السابقة ولا بالموضوع لا من قريب ولا بعيد.
لائحة المستفيدين من بقع الحي الصناعي الشطر الأول :
خالد حجاج : بقعتين
عبد الواحد المسعودي : بقعتين
إدريس الوجدي : بقعة
لغمارتي محفوظ : بقعة
بنشواط محمد : بقعة
الطيب بعبد الله : بقعة
حموتن ميمون : بقعتين
عبد الله البورقادي : بقعة
البودريسي محمد : بقعة
محمد لمريني : بقعة
بن عيسى لمريني : بقعة
الشادلي محمد : بقعة
بوحمادي عبد الله : بقعة
مصطفى الشرابي : بقعة
الشطر الثاني :
عبد السلام الهمص : 8000 متر أكبر قطعة لفائدة شركة هبة
خالد حجاج : بقعتين ..
محمد حجاج : بقعة
إدريس الوجدي : بقعتين
عزوز لقرش : بقعتين
عبد المجيد بنكمرة : بقعة
منصور العسري : بقعة
طارق شادلي : بقعة
هشام لغريب : بقعة
بوحمادي عبد الله : بقعة
لكبير الهداج : بقعة
بنشواط محمد : بقعة
بنشواط الجيلالي : بقعة
بناني محمد : بقعة
مصطفى الشرابي : بقعة
علول محمد :بقعة
فتيحة جفال : بقعة
فريدة بن شيخ : بقعة
العزوزي إخوان : بقعة
محمد طريمس : بقعة
حسن بوكاشة : بقعة
لمرابط محمد : 3000 متر شركة فوغال
الرباعي عزيز : بقعة
طيبي عبد الله : بقعة
مهاجر مقيم بهولندا: بقعة
مهاجر مقيم بهولندا: بقعة
* ملاحضة للقارئ تبين المستفيدين من الشطر الاول والثاني :
عائلة حجاج : 6 بقع زائد بقعة 1 لزوجته خالد حجاج فاتحة جفال
دريس الوجدي : مجموع البقع 3
مصطفى الشرادي : مجموع البقع 2 الملقب بي بوحوت
عائلة بنشواط : مجموع البقع 3
طيب عبد الله: مجموع البقع 2
البوحمادي عبد الله : مجموع 2
* مشاريع متوقفة وأخرى معطلة
مرت السنون والعديد من المشاريع متوقفة من دون معرفة الأسباب، وظلت على تلك الحالة عقودا، كالمعرض، ودار الثقافة ومعهد الموسيقى والمسرح، والأسواق النموذجية المعطلة، والمحطة الطرقية المغلقة، والسوق الاسبوعي الجديد، ومحطة القطار النموذجية الحلم وإقبار مشاريع عديدة....
مجموعة من الفاعلين أكدوا على أن شباب تازة لم يعودو يتحملون هذا الهدر للزمن التنموي، ولا يقبلون بأن يتم رهن مشاريع المدينة بمزاج المسؤولين، فشباب المنطقة في حاجة إلى الإدماج في سوق الشغل.
* الاحتقان يهدد بالانفجار
تازة من المدن المغربية التي تعاني أزمات اقتصادية وسياسية، بسبب مجموعة من العوامل التاريخية، إضافة إلى مشاكل مرتبطة بالتسيير على المستوى المحلي، وهو ما يجعل الأوضاع في تازة محتقنة حد الانفجار، أمام انعدام المشاريع التي تستأثر باهتمام المسؤولين عن تدبير شأن المدينة، في غياب مشروع تنموي واضح المعالم من طرف الدولة من جهة، والمجلس البلدي والمجلس الاقليمي والجهوي من جهة ثانية، مما يجعل المدينة بعيدة كل البعد عن التنمية المحلية المنشودة، خاصة مع تراجع دور الأحزاب في المدينة، وتخليها عن دورها الأساسي في تأطير أفراد المجتمع، وصياغة البرامج التنموية التي تعود على المدينة بالنفع، إضافة إلى تضييق الخناق على فعاليات المجتمع المدني على مستوى الدعم، إذ أن المجلسين البلدي والاقليمي يتعاملان مع الجمعيات بانتقاء كبير، فيما تعيش باقي الجمعيات حالة من النفي والحرمان حتى من الفضاءات العمومية التي تتم الاستفادة منها بمنهج الانتقاء.
تازة تفتقر إلى مشروع اقتصادي غايته تقليص معدل البطالة، بل نرى مشاريع ترميمية في غياب مشاريع تفك العزلة عن المدينة بواسطة مشاريع تساهم في السياحة، مع ضرورة تشجيع الاستثمار من أجل تنمية المدينة، إذ من العار أن نجد جمعيات لها شراكات أكثر من المجلسين البلدي والاقليمي الذين يعيشان حالة من الجبن في هذه النقطة بالضبط.
فالمشاريع التي تم تدشينها في الآونة الأخيرة لن تنفع المدينة في شيء لأن الساكنة في حاجة ماسة إلى مصنع أو وحدة اقتصادية ولو صغيرة، وغير هذا يعتبر هدرا للوقت والجهد.
أما بخصوص البنية التحتية فالعشوائية تهيمن على المدينة بنسبة كبيرة، مما أدى في الآونة الأخيرة إلى انتشار البراريك والأعشاش خاصة بالشوارع الرئيسة من طرف الباعة الجائلين.
فلايزال سكان حي الربايز وبيت غلام ودوار الشلوحة يعيشون في البراريك القصديرية والترابية، دون أن يستفيدوا من مشاريع القضاء على دور الصفيح بالرغم من الوعود المقطوعة لهم من طرف العمال المتناوبون على عمالة تازة وأيضا رؤساء جماعة تازة الحاليين والسابقين.
* رغم الإمكانيات، تنمية منعدمة
يشكل إقليم تازة مجالا جغرافيا يمتاز بتنوع إمكانياته وثرواته وغنى غطائه النباتي وتراثه ومآثره التاريخية؛ ما يؤهله ليشكل وجهة سياحية بامتياز، لكن المسؤولين على المستوى الوطني والجهوي والاقليمي والمحلي لهم رأي آخر.
تازة في حاجة إلى تنمية ترابية منصفة، متوازنة، مندمجة وملائمة لخصوصيتها، من أجل امتصاص عطالة الشباب؛ ما يفرض ضرورة العناية بالاستثمار، لتبقى العقبة الأكبر عنوانها: مسؤولون لا يتجاوبون.
لا توجد تعليقات في هذه الصفحة.. كن أنت أول المتفاعلين!